الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إيداع المال بفرع إسلامي لبنك ربوي

السؤال

أنا حاليا قد أودعت فلوسي، في فرع المعاملات الإسلامية للبنك الأهلي المصري.
وعندما فتحت الحساب هناك، ذهبت إليهم، وتحدثت معهم بخصوص كل شيء. وقالوا لي إن المعاملات التابعة لهم تخضع للجنة شرعية. وأعطوني اسم الشيخ المسؤول عن اللجنة، وقالوا لي إن مشاريعهم كلها حلال، وأن العائد غير ثابت، بل متغير، لكن احتمالية الخسارة ضعيفة جدا، نظرا للدراسة الجيدة لكل المشاريع التابعة لهم.
لكن بعد فتح الحساب، وبداية ظهور العائد في الحساب عندي، لاحظت أن العائد شبه ثابت.
ولما كلمتهم على هذه النقطة، قالوا لي إن هناك جزءا من العائد يتم وضعه على حدة؛ لتعويض الشهور التي فيها عائد قليل؛ ولذلك يظهر شبه ثابت.
عرفت أيضا أن حوالي 20% من فلوس كل البنوك بلا استثناء، توضع في البنك المركزي، تقريبا بالعائد الخاص بها.
سؤالي:
1- هل هذا العائد حلال، أو حرام، مع العلم أني لا أعرف كيف أشغل هذه الفلوس في أي حاجة حاليا.
وسألتهم قبل الإيداع عن شروط البنك عندهم؟
2- وإذا كان هذا حراما: ما هي المصادر التي من الممكن صرف هذه الفلوس فيها؟
3- وهل يجوز أن أعطيها للفقراء في صورة أكل أو لباس؟
4- وهل يجوز أن أتبرع بها لشراء احتياجات لأي مسجد؟
5- وهل يوجد بنك في مصر، يمكن أن أودع فيه فلوسي، ويكون العائد الخاص به حلالا في حالة كان التعامل مع البنك المذكور أعلاه حراما؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا في فتوى سابقة، أنه يجوز التعامل مع الفروع الإسلامية للبنوك الربوية، إذا التزمت بالمعايير الشرعية، فإذا ثبت أن هذا الفرع ملتزم بالمعايير الشرعية، جاز التعامل معه. والأولى التعامل مع البنوك الإسلامية مباشرة، كما قررناه في الفتوى رقم: ‎110641‎ .

ومن البنوك الإسلامية هناك بنك أبو ظبي الإسلامي، فرع مصر، وبنك فيصل الإسلامي، وغيرها. ويمكنك إيداع المال لدى أحد تلك البنوك الإسلامية؛ ليستثمره، وتحر عن أيها أحسن سمعة، وأكثر التزاما بالضوابط الشرعية، بسؤال أهل العلم حيث أنت.

والحكم على بنك بعينه، ومدى التزامه بالشرع، وبعده عن الربا، ونحوه من المخالفات الشرعية، يحتاج إلى دراسة مستوفية، واستقراء شامل لمعاملاته، وهذا ليس من عملنا في هذا الموقع، وراجع الفتوى رقم: ‎9860‎ وما أحيل عليها فيها.

وأما الأرباح التي كسبتها من قبل من خلال إيداعك للمال لدى الفرع الإسلامي المذكور، فلا حرج عليك في الانتفاع بها، وكون نسبة الربح لم تتغير دون أن يضمن البنك تلك النسبة، فهذا لا يمنع انتفاعك بها، لكن الأولى -كما ذكرنا- التعامل مع بنك إسلامي صرف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني