الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا ملتزم ولله الحمد، ولكني مبتلى بمس القرين، حتى أصبح يتكلم على لساني، وتدهورت حالتي، برغم أني أرقي لمدة 4 سنوات، حتى أصبح يسقطني بالوساوس في الأفلام الإباحية، والله ما استطعت الخروج منها.
أرجو أن ترشدوني بما يصلح أمر ديني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن القرين الشيطاني يضعف كيده بقوة الطاعة لله تعالى، ولرسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا {النساء:76}، وقال تعالى: وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا {الإسراء:45}.

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: القرين هو شيطان مسلط على الإنسان بإذن الله عز وجل، يأمره بالفحشاء، وينهاه عن المعروف، كما قال الله عز وجل: (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء). ولكن إذا منَّ الله على العبد بقلب سليم صادق، متجه إلى الله عز وجل، مريد للآخرة، مؤثر لها على الدنيا؛ فإن الله تعالى يعينه على هذا القرين، حتى يعجز عن إغوائه، ولذلك ينبغي للإنسان كلما نزغه من الشيطان نزغ، فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم كما أمر الله, قال الله تعالى: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم) الأعراف 200.

والمراد بنزغ الشيطان أن يأمرك بترك الطاعة، أو يأمرك بفعل المعصية، فإذا أحسست من نفسك الميل إلى ترك الطاعة، فهذا من الشيطان، أو الميل إلى فعل المعصية، فهذا من الشيطان، فبادر بالاستعاذة منه؛ يُعذك عز وجل. انتهى.

وراجع الفتوى رقم: 16408، والفتوى رقم: 32505.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني