الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاني راقية تعين على حب الوالد

السؤال

أنا شاب عمري 27 سنة، لا أعمل، ولست متزوجا، ملتزم، ولله الحمد، لكن عندي مشكلة أنني لا أجد حبا في قلبي لأبي، اجتهدت كثيرا من أجل تحقيق بر الوالدين على أكمل وجه، لكن أشعر أني أحيانا أعق أبي لكثرة طلباته. هل هناك طرق تعينني على حبه مهما كثرت طلباته؟
وخاصة أني مريض ربو، وأحيانا أعاني من ضيق الخلق، وسرعة العصبية بسبب نقص الأكسجين.
ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك أن تبر أباك، وتحسن إليه جهدك، فإن بر الوالد من أعظم أسباب رضا الله تعالى، ونيل مثوبته وكرامته في الدارين، وكلما أمعنت في تلبية رغبات والدك المباحة كان ذلك أبلغ في بره، وأجلب لرضا الله تعالى عنك.

وأما ما يجب عليك من ذلك شرعا فقد بيناه في فتاوى كثيرة وراجع منها الفتوى رقم: 302125، ورقم: 288796.

وأما الحب القلبي فأمره إلى الله تعالى، ولا تأثم بعدمه، لكن الفطرة السليمة تقتضي حب الوالد لما له على الولد من الفضل والإحسان، ويعينك على بر والدك، وتحصيل محبته أن تتذكر إحسانه إليك، وفضله عليك، وما أسداه إليك منذ صغرك، فتقابل ذلك بالشكر، فإنه من لم يشكر الناس لم يشكر الله، ويعينك على ذلك أيضا أن تعلم أنك مهما اجتهدت في بره، فإنك غير موفيه حقه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه. أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ويعينك على ذلك أيضا استحضار النصوص الكثيرة في فضل بر الوالدين والإحسان إليهما، والعلم بأن الوصية بهما هي تالية الوصية بتوحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة، والعلم بأن إرضاءهما من أعظم أسباب رضا الله تعالى، فإياك أن تضيع على نفسك هذه الفرصة، بل اغتنم حياة والدك في التقرب إلى الله ببره، واستعن على توفيته حقه، أو بعض حقه بدعاء الله تعالى وسؤاله أن يوفقك لذلك، واستعن كذلك بدوام المجاهدة، والحمل على نفسك في هذا الباب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني