الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مَن خرج مِن بيت الخلاء فبماذا يبدأ: دعاء الخروج من الخلاء أم الانتهاء من الوضوء؟

السؤال

إذا خرجت من الحمام بعد الوضوء، فما الذي يجب قوله أولًا، هل نطق الشهادتين، أم غفرانك؟ وما هي المدة التي علي أن أقول فيها: غفرانك؟ لأنني أحيانًا أنطق شهادة ما بعد الوضوء، ثم تمر 5 أو 10 دقائق، فأتذكر، ثم أقول: غفرانك؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا بدّ من التنبيه أوّلًا على أن قول: "غفرانك" بعد قضاء الحاجة، سنة فقط, وليس بواجب, وراجع في ذلك الفتوى رقم: 135910. كما أن الذكر المأثور بعد الوضوء، سنة أيضًا, كما سبق في الفتوى رقم: 303652.

ولا شك أن ذكر الله تعالى داخل بيت الخلاء، مكروه، كما سبق تفصيله في الفتوى رقم: 121162.

وعليه، فإذا خرجت فقل: "غفرانك" وائت بالذكر المأثور بعد الوضوء.

أما عن المقدّم منهما، فلم نقف على قول لأهل العلم في خصوص هذه المسألة.

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء:

س: ما حكم ذكر اسم الله في الحمامات المعروفة حاليًا، وما حكم التهليل فيها، وهل يجب على الإنسان إذا اغتسل من الجنابة أن يتشهد وهو يصب الماء على جسده؟

جـ: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله، وآله، وصحبه، وبعد:
يكره للإنسان أن يذكر اسم الله في الحمامات، أو يهلل فيها، ولا يشرع على من يغتسل من الجنابة أن يتشهد وهو يصب الماء على جسده، لكن يسن لمن يريد أن يدخل الحمام، أو محل قضاء حاجته بولًا أو غائطًا، أن يتعوذ بالله من الخبث والخبائث قبل أن يدخل، وأن يقول بعد خروجه من محل قضاء الحاجة: غفرانك، وأن يقول بعد الفراغ من غسله، والخروج من الحمام الذي اغتسل فيه من الجنابة: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده، لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين ومن المتطهرين؛ لثبوت ما ذكرنا عن النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى.

وقول: "غفرانك" من الأذكار المشروعة لأجل سبب معين, وهو قضاء الحاجة, وقد نبّه بعض أهل العلم على أن الأذكار المتعلقة بالأسباب، تسقط بالفوات, فلا يندب تداركها.

وعلى هذا؛ فإذا نسيت الذكر المذكور, ولم تتذكره إلا بعد المدة التي ذكرتَها, فإنه يسقط، ولست َمطالبًا بتداركه, وراجع المزيد في الفتوى رقم: 330556.

وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى رقم: 33760.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني