الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اشترى سيارة لصديقه أقساطًا ثم أسقط البنك بعض الثمن، فهل يحتسبها على صديقه؟

السؤال

اشتريت سيارة باسمي (التمليك مباشر) لصديق لي، من بنك الراجحي، بنظام التقسيط لمدة طويلة الأجل؛ لأنه زائر، لا يستطيع فتح حساب بنكي، ولا تسجيل السيارة باسمه، على أن يقوم هو بإعطائي القسط الشهري، وبعد تسعة أشهر أردت أن أقوم بالسداد المبكر للبنك من مالي الشخصي، حيث سيقوم البنك بخصم 15000 من مجمل المبلغ المتفق عليه في عقد البيع، إحسانًا منه، بالإضافة لحاجتي المستقبلية لشراء أسهم بنكية، فهل يحق لي أخذ هذه الزيادة 15000 في نهاية المطاف؛ باعتبار أنني أصبحت المالك، وخاصة بعد دفعي ثمن السيارة كاملًا، عن طريق متابعة مكان البنك، باستلام القسط الشهري من صديقي دون إعلامه بالتفاصيل، منعًا للإحراج لي وله؟ علما أنه لا يريد أو لا يستطيع دفع كامل مبلغ السيارة الآن، أما بنظام الأقساط، فالأمر بالنسبة له سهل.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فحقيقة الأمر أنك اشتريت السيارة لصديقك، وقد تكون نقدت الثمن أو بعضه من مالك، وهذا لا يصيرك مالكًا للسيارة.

وما نقدته من مالك، فلك الرجوع به على صديقك، قال الحموي في غمز عيون البصائر: كالوكيل بالشراء، إذا نقد الثمن من مال نفسه، كان له أن يرجع في ذلك على الموكل. انتهى.

وما يسقطه البنك من الثمن، يسقط عن موكلك، وليس لك مطالبته به، حتى ولو قبل هو ذلك؛ فهذا لا يجوز؛ لأن سداد الثمن عنه يعتبر كالقرض له، ولا يصح للمقرض اشتراط زيادة على القرض.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني