الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تأثم من تمتنع عن رعاية أولاد أختها بوجود أمهم؟

السؤال

أنا الآن عندي 28 سنة، وأعيش مع أمي، وأختي متزوجة، وزوجها يعمل في السعودية، وعندها طفلان عندهما أنيميا البحر المتوسط. ويحتاجان لنقل دم كل شهر- شفاهما الله- وهذان الطفلان: أحدهما عنده خمس سنوات، والآخر عنده أربع سنوات.
أختي تريد أن تسافر إلى بلد آخر خارج مصر؛ لكي تعمل، وتحسن دخلها.
قلت لها إني لا أتحمل مسؤولية هذين الطفلين لمدة سنة؛ لأني لا أستطيع، مع العلم أن نقل الدم يحتاج إلى سفر للقاهرة، ونحن في محافظة أخرى.
هل علي إثم لامتناعي عن مراعاة الأطفال، وأنا أرى أنه كيف لأمهما أن تتركهما من أجل الفلوس، وأبوهما أصلا في دولة أخرى؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا إثم عليك في الامتناع من رعاية أولاد أختك، وإذا لم يكن للأولاد من يحضنهم، ويقوم برعايتهم إلا أمّهم، فالواجب عليها رعايتهم، ولا يجوز لها تركهم.

ففي الموسوعة الفقهية الكويتية: الحضانة واجبة شرعا؛ لأن المحضون قد يهلك، أو يتضرر بترك الحفظ، فيجب حفظه عن الهلاك، فحكمها الوجوب العيني إذا لم يوجد إلا الحاضن، أو وجد ولكن لم يقبل الصبي غيره، والوجوب الكفائي عند تعدد الحاضن. اهـ.
وينبغي عليك أن تنصحي أختك أن تتقي الله، وتبقى مع أولادها، ولا تفرط في رعايتهم، فهي مسؤولة عنهم، ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ. وَالْأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ. فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني