الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من قال عن معصية بأنها جميلة

السؤال

السؤال الأول هو ما حكم القول عن معصية بأنها جميلة وفعله إياها بدون إنكارها أي بغضها و النفور منها مع معرفته أن الإسلام قال بأنها سيئة وأنكرها.
السؤال الثاني .....

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيظهر أن أسئلتك هذه نابعة من الوسوسة، فنسأل الله لك العافية منها.
والعلاج الذي ينبغي لك الأخذ به: هو الإعراض عن الوساوس جملة، والكف عن التشاغل بها، وقطع الاسترسال معها، وعدم السؤال عنها، والضراعة إلى الله بأن يعافيك منها. ومن الحسن كذلك مراجعة الأطباء النفسيين، لعلاج ما ألمّ بك من داء الوسوسة.
وأما الإكثار من الأسئلة وتشقيق المسائل فلا تشفي من الوسواس أبدا، بل إنها تزيد الموسوس حيرة واضطرابا!
وأما سؤالك الأول: (ما حكم القول عن معصية بأنها جميلة وفعله إياها بدون إنكارها أي بغضها والنفور منها مع معرفته أن الإسلام قال إنها سيئة وأنكرها.): فإن ذلك كله ليس بمجرده كفر، بل محل الكفر بمثل ذلك: هو إذا كان في معنى استحلال المعصية، واعتقاد بطلان الحكم بتحريمها، كما بيناه في الفتوى: 347041، والفتوى: 147921.

وقد قال الهيتمي: محبة ما أبغضه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، أو عكسه لا يتجه فيه الكفر؛ إلا إن أحب ذلك من حيث كون الشارع يبغضه، أو أبغضه من حيث كون الشارع يحبه، بخلاف ما لو أحبه أو أبغضه لذاته، مع قطع النظر عن تلك الحيثية، فإنه لا وجه لإطلاق الكفر حينئذ. اهـ. (الإعلام بقواطع الإسلام).

ونعتذر عن إجابة بقية الأسئلة؛ لأننا بيّنّا في خانة إدخال الأسئلة، أنه لا يسمح إلا بإرسال سؤال واحد فقط في المساحة المعدة لذلك، وأن الرسالة التي تحوي أكثر من سؤال، سيتم الإجابة عن السؤال الأول منها، وإهمال بقية الأسئلة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني