الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأحوط قضاء الفوائت بالترتيب

السؤال

شكرا لكم على هذا الموقع القيم، وجعله لكل القائمين عليه صدقة جارية لهم إن شاء الله.
أريد أن أطرح سؤالي هذا، وأرجو إجابة دقيقة وواضحة. أنا لم أصل صلاة الصبح متعمدا، وكنت ناويا ترك صلاة الظهر متعمدا أيضا، ولم أصلها في جماعة، ولكنني تبت، وكنت ناويا أن أصليه مباشرة بعد الجماعة، وقبل خروج وقته بساعتين، هو والصبح الفائت، ولكنني تكاسلت أيضا، ولم أصله بعد التوبة التي كانت في نفسي، ولم أصل العصر، ولكن تبت في المغرب، وصليت المغرب والعشاء، ونويت أن لا أتخلف عن الصلاة بعد اليوم.
ولكنني جاءني وسواس يقول لي: إن صلاتك الحاضرة باطلة؛ لأنه ما زال علي اليوم الذي لم أصل تلك الصلوات الفائتة: الصبح والظهر والعصر. رغم أنني أعلم أن في الفوائت القليلة يجب الترتيب؛ خصوصا في حاضرة الوقت كالظهر والعصر طبعا إضافة إلى الصبح، ولكن الوسواس يقول لي الظهر والعصر لأنني تبت في الظهر قبل تكاسلي. فهل صلاتي الحاضرة التي صليتها قبل أداء الفوائت إلى يومنا هذا باطلة أم صحيحة؛ رغم أنني أديت معظمها في جماعة، وفي وقتها بسبب أنني لم أصل الفوائت القليلة السابقة متعمدا مع علمي بضرورة الترتيب. وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أولا أن ترك الصلاة عمدا ذنب عظيم، وجرم جسيم، ثم إن التوبة من ترك الصلاة لا تكون إلا بفعلها، فتوبتك المذكورة حين لم تكن تصلي غير معتبرة؛ لأن من شروط التوبة: الإقلاع عن الذنب، وراجع لمزيد الفائدة حول خطر ترك الصلاة فتوانا رقم: 130853.

وأما صلواتك التي صليتها فإنها صحيحة إن شاء الله، لأن الصحيح المفتى به عندنا هو عدم اشتراط الترتيب بين الفوائت وبين المؤداة، ولا بين الفوائت بعضها مع بعض، وإن كان ذلك مستحبا، وانظر الفتوى رقم: 127637، وإذا علمت هذا فعليك أن تقضي ما تركته من صلوات، والأحوط أن تقضيها مرتبة، ولا تقض شيئا غير الصلوات المتروكة مع لزوم التوبة إلى الله تعالى، وعدم معاودة هذا الفعل.

وعليك أن تترك الوساوس، وألا تسترسل معها، فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني