الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صلة الأقارب الذين يمارسون السحر

السؤال

كيف أصل بعض إخوتي، وبعض أرحامي ممن يمارسون السحر، أو لهم زوجات يمارسن السحر، فلا يؤمَن جانبهم؟ وهم لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة؛ إذ يتحينون المناسبات من أعياد وغيرها ليضعوه لك في طعام، أو شراب، وهذا ليس بغريب؛ إذ نحن في مجتمع ساد فيه الجهل، وأمراض القلوب من حسد، وحقد، وغيره، وقد تأذى بعض أفراد عائلتي من ذلك، فالأمر ليس وساوس، ولا هواجس، بل هذا هو واقع الأمر، فما الواجب في ذلك؟ أفيدونا مأجورين.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن ثبت ما نسبت لهؤلاء الناس من أرحامكم، وغيرهم من أنهم يعملون على إضرار الآخرين بعمل السحر، فإنهم بذلك فاعلون لمنكر عظيم، وفيه جمع بين الظلم، والاعتداء، وقطيعة الأرحام. ومن اطلع على ذلك منهم، فيجب عليه أن ينكر عليهم، ففي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكرًا، فليغيره بيده، فإن لم يستطع، فبلسانه، فإن لم يستطع، فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية؛ إذا قام به بعض الناس، سقط الحرج عن الباقين، وإذا تركه الجميع، أثم كل من تمكن منه بلا عذر، ولا خوف، ثم إنه قد يتعين، كما إذا كان في موضع لا يعلم به إلا هو، أو لا يتمكن من إزالته إلا هو. اهـ.

ويراعى الرفق، واللين في النصح، فذلك أدعى لأن تكون له الثمرة الطيبة، هذا مع الدعاء لهم بالهداية إلى الصراط المستقيم.

فإن رجعوا إلى رشدهم، فذاك، وإلا فينبغي هجرهم، إن رجي أن ينفعهم الهجر، ويكون رادعًا لهم، وإن خشي أن يزيدهم عنادًا وإفسادًا، فالأولى ترك الهجر؛ لأن الهجر مما يراعى فيه جانب المصلحة والمفسدة، كما هو موضح في الفتوى رقم: 134761.

وتراجع الفتوى رقم: 246268 للمزيد من الفائدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني