الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يريد نكاح فتاة من غير بلده لا يرضاها والده

السؤال

استشارة اجتماعية دينية.
أنا عربيّ، أريد الزواج من بنغالية ملتزمة، لا يرضاها أبي؛ لكونها بنغالية، لكنَّ أبي لا يصلّي، ولا يحبّ التزامي، الذي ساعدتني فيه هذه الفتاة التي كنت أعلّمها اللغة العربية، مع العلم أنّني أعمل، وأحصل على ما يكفيني من المال، لكنَّ أبي لم يعُد يُنفق على العائلة من راتبه أيّ شيء منذ سنة تقريباً؛ لذلك أتحمّل أنا وإخوتي الإنفاق على العائلة، ومصاريف دراستهم.
وأنا بحاجة شديدة للزواج طلباً للعفّة، وسعياً لما ينفعني من زواجي من ملتزمة في ديني، وأنا مع أنّني شابّ في أوج حاجتي، لا أرى لي حاجة في الجمال الفاتن، بل أعتبره ثقلاً على كاهلي؛ لكون الزوجة الجميلة فتنة لزوجها، فيكون جمالها سلاحاً للشيطان عليها وعلى زوجها، حيث يسكت عن خطئها، وينكسر أمام جمالها، هذا مع بيان أنّني منذ بداية شبابي أحبّ الفتاة الخجولة والملتزمة، وأنجذب إليها كثيراً، ولا تُعجبني الفتاة بجمال جسدها، وأخاف أن أُصاب بالقنوط -لا سمح الله- بعد خسارة الفتاة التي تمنّيتها، وأخاف من أثر ذلك عليها حيث تعلّقت هي بي أيضاً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكرك على استقامتك على طاعة ربك، ونسأله أن يزيدك هدى وتقى، وعفافا وغنى، وأن يرزقك زوجة صالحة تعينك في أمر دينك ودنياك، ونوصيك بالحرص على الدعاء، فهو من خير ما يحقق به المسلم مبتغاه، والله عز وجل سميع مجيب لمن دعاه وتعلق به قلبه ورجاه، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.

وإذا كانت هذه الفتاة مرضية في دينها، فلا ينبغي لأبيك الامتناع عن الموافقة على زواجك منها، وكونها من جنسية غير عربية لا يسوغ له ذلك.

فاجتهد في محاولة إقناعه، واشفع له بالوسطاء الفضلاء ممن ترجو أن يقبل قولهم، فإن وافق فذاك، وإلا فالأصل وجوب تقديم طاعته على زواجك من هذه الفتاة بعينها، إلا أن تخشى ضررا حقيقيا بتركها، فيجوز لك الزواج منها، وإن غضب أبوك فاجتهد في محاولة إرضائه، وانظر الفتوى رقم: 93194.

ومهما أمكنك البر به، وتركها والبحث عن غيرها، فافعل، فأبوك رغم ما ذكرت عنه من سوء الفعال كتركه الصلاة، إلا أنه قد يكون له بعد نظر في هذا الجانب، والغالب في الأب الشفقة على الابن، والحرص على مصلحته.

واعلم أن من أعظم برك به وإحسانك إليه، أن تسعى في سبيل إصلاحه وهدايته إلى الصراط المستقيم، وإدخاله في سلك المصلين بالدعاء له، والحرص على مناصحته بالحكمة والموعظة الحسنة، أو أن تسلط عليه من ينصحه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني