الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في نشر فيديوهات دعوية تضع الشركة عليها إعلانات فيها محرمات

السؤال

لو نزلت مقاطع على اليوتيوب، أغلبها دروس دينية، وأمور للدعوة، وأمور مباحة، ولا أضع فيديو -بفضل الله- فيه موسيقى أو محرم، واليوتيوب يعطيني أجرًا مقابل كل ألف مشاهدة، وهو يعلن على فيديوهاتي، والإعلانات فيها كثير من الأمور المحرمة، ويدفع لي مقابل الألف مشاهدة، فهل يلحقني إثم إن أخذت هذه المبالغ؟ مع أن هدفي الأساس الدعوة، وقلت: ما المانع أن آخذ نقودًا، ووضعي المادي ضعيف، فلو كان في إعلاناتهم محظورات فهل يجوز أن آخذ المبلغ؟
ومن الممكن أن يدفعوا لي من أكثر من مصدر -من الإعلانات، أو من استثمارات أخرى-، فيوتيوب وجوجل شركة عملاقة، ووظيفتي عندهم أن أنزل الفيديو، وآخذ أجري، ألا ينطبق هذا على الذي يعمل عند يهودي أو نصراني، ويأخذ أجرًا. أرجو منكم أن تفيدوني، وقد صليت الاستخارة عدة مرات، وسمعت من يبيح، ومن يحرم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كانت تأخذ أجرًا على نشر إعلانات محرمة، فهذا غير جائز، بغض النظر عن مصدر الأجر المدفوع.

والعمل عند اليهودي أو النصراني، جائز، بشرط كونه عملًا مباحًا.

أمّا العمل المحرم، فلا تجوز الأجرة عليه؛ سواء كان عند مسلم أم غير مسلم، وسواء دفع الأجر من مال حلال أم حرام.

وعليه؛ فإن كنت تملك اختيار الإعلانات المنشورة مع هذه المقاطع، وتتحكم فيها، بحيث لا تنشر إلا ما كان مباحًا، فلا حرج عليك حينئذ في الربح منها.

أمّا إذا كنت لا تملك اختيار الإعلانات، وكانت محرمة، فالأجر عنها غير جائز. وراجع الفتوى رقم: 344902.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني