الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منع الزوجة من السهَر إن ترتب عليه تقصير في شؤون البيت

السؤال

سؤالي بخصوص علاقة الرجل بزوجته، وحدود طاعته، فمثلًا زوجتي تسهر كثيرًا حتى تكاد لا تنام ليلًا، وتعوض ذلك بالتأخر في النوم نهارًا لوقت الظهر، وأحيانًا تتعداه مما يؤدي إلى تقصيرها في أداء وظائفها، ومهامها، وهذا الشيء يضايقني لدرجة الانفعال، وقد كلمتها أكثر من مرة حتى حصلت بيننا الكثير من المشاكل بسبب هذا الموضوع، فهل يحق لي أن آمرها، وأمنعها مما تفعله؟ أم هي حرة بتصرفاتها؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا ما يجب على المرأة أن تطيع زوجها فيه، وأن ذلك يتعلق بالنكاح وتوابعه؛ أي: الأمور المتعلقة بالحياة الزوجية، دون غيرها، على الراجح من أقوال العلماء، فراجع الفتوى رقم: 50343.

وبناء عليه؛ إن كان سهر زوجتك يترتب عليه إخلالها بما يجب عليها تجاهك كزوج، أو التقصير في شؤون بيتها، فلك الحق في منعها مما يسبب لها السهر، ويجب عليها طاعتك فيه.

وإن لم يترتب عليه شيء من ذلك؛ فليس من حقك منعها، ولا تجب عليها طاعتك.

وينبغي لها على كل حال أن لا تسهر على الوجه الذي ذكرته، خاصة وأن للشرع آدابًا في السمر، سبق لنا بيانها في الفتوى رقم: 98803.

والأولى بك أن تراعي الرفق، واللطف، وطيب الكلام عند الحوار معها في هذا الموضوع، فذلك أدعى لأن تكون ثماره طيبة، روى مسلم عن عائشة زوج النبي -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني