الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديث: لا يدخل الجنة ممزيز، ولا شيء من نسله إلى سبعة...

السؤال

بينما كنت أقرأ في مواقع مشبوهة، وجدت حديثًا صحيحًا عندهم: عن أبي عبد الله أنه قال: لا يدخل الجنة ممزيز، ولا شيء من نسله إلى سبعة، قيل: وما الممزيز؟ قال: الرجل يكتسب المال غير الحلال، فيتزوج من ذلك المال، فيولد له ذلك هو الممزيز.
ووالدي -غفر الله له- يشتغل في بنك ربوي، وتزوج من والدتي، وأعطاها المهر من الربا، فهل معنى هذا أنني لن أدخل الجنة. وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأما هذا الذي سميته حديثًا، فليس له أصل في كتب السنة المعتبرة، ولم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحاشاه أن يقوله؛ لما في معناه من مخالفة لأصول الدين الكلية، وقواعده المقررة، كقوله تعالى: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى [فاطر:18]، وقوله سبحانه: وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع: أَلَا لَا يَجْنِي جَانٍ إِلَّا عَلَى نَفْسِهِ، وَلَا يَجْنِي وَالِدٌ عَلَى وَلَدِهِ، وَلَا وَلَدٌ عَلَى وَالِدِهِ. رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح. وابن ماجه، وحسنه الألباني.

ومن المعلوم أن تأثير الزنى في إيجاد الولد، أشد وأظهر من تأثير الكسب الحرام للأب!

ومع ذلك؛ لم يصح شيء في أن ولد الزنا لا يدخل الجنة، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 16897، 63153، 203179.

وأما دخولك على مواقع أهل البدع، فخطر عليك، وباب شر مستطير، فاجتنبه وأنت في عافية.

وينبغي لمن أراد أن يتعلم دينه الرجوع للمصادر النقية الموثوقة، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 128871.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني