الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عقوق الأمّ من أكبر الكبائر ومن أسباب الخذلان

السؤال

منذ الصغر وأمي كانت تدعو عليّ دعوات قاسية، مثل: الله لا يوفقك، الله لا يبارك لك، الله يوقف في طريقك أولاد الحرام، إن شاء الله ما تتوفق في دراستك، ولا تفرح بالشهادة، وأيضًا كانت تدعو بأن أعيش طول حياتي، وأنا أشحذ المال، وأمد يدي للناس، وقد حصل كل شيء، فقد عملت مشاريع صغيرة، وخسرت فيها، وتعلمت بالجامعة، وفصلت في آخر سنة، وبحثت عن عمل، ولم أجد، وأنا متزوج، وعندي أولاد، وواللهِ إني أصبحت أمد يدي للناس من أجل المال، فعلمت أن الله استجاب لكل دعوات أمي؛ لدرجة أني يئست من حياتي، وعلمت أن الله لن يستجيب لي، حتى صلاتي فكرت أن أتركها؛ لأني شاعر أنها غير مقبولة؛ لأني من أكثر من ست سنوات، وأنا أناجي ربي بالتوفيق، ولا شيء تغيّر بحياتي، فماذا أفعل؟ أصبح لي زمن وأنا مقاطع والدتي؛ لأنها هي السبب في حياتي التعيسة، فهل هناك دعوة أدعو بها الله؛ لكي لا يستجيب لدعوتها.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله من عقوق أمّك، فعقوق الأمّ من أكبر الكبائر، ومن أسباب الخذلان، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه.

ومن مظاهر الندم هنا، وصدق التوبة: الاعتذار إلى الأمّ عما مضى من الإساءة، والقطيعة، والسعي في استرضائها، والاجتهاد في برها، والإحسان إليها؛ ابتغاء مرضاة الله.

فإذا صحت توبتك، واستقمت على طاعة الله، وبررت أمّك، فأبشر بقبول التوبة، وحصول التوفيق، والفلاح في كل الأمور -بإذن الله-، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، قال ابن تيمية -رحمه الله-: ونحن حقيقة قولنا: إن التائب لا يعذب لا في الدنيا، ولا في الآخرة، لا شرعًا، ولا قدرًا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني