الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من الدعاء على النفس

السؤال

أنا شاب كنت مصابًا بوسواس قهري، وكنت لا أبدأ الصلاة، ولا الغسل، ولا الوضوء، إلا وأدعو على نفسي دعاءً قويًّا -مثل عدم التوفيق، وغيره-؛ لكي تكون دافعًا لي لئلا أعيد الصلاة، وصارت كالعادة لي، فإذا أردت ترك معصية -مثل العادة السرية- أدعو على نفسي دعوات -مثل الموت، وعدم التوفيق إذا رجعت إلى هذه المعصية- وأنا الآن خائف ونادم، وأريد أن أتوب من الدعاء على النفس، فإذا تبت واستغفرت، فهل سيستجيب الله ما دعوت؟ فأنا أخاف أن يستجيب الله لي إذا وقعت في الذنب، فماذا أفعل؟ أغيثوني -أغاثكم الله-، حتى أني لم أتوظف إلى الآن، وأخاف أن يكون بسبب الدعوات. وشكرًا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد أخطأت حين دعوت على نفسك بالدعوات المذكورة، ففي صحيح مسلم عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تدعوا على أنفسكم ... الحديث.

أما وقد حصل ما حصل، فباب التوبة مفتوح، لا يغلق في وجه أحد حتى تطلع الشمس من مغربها، والمأمول من سعة كرم الله، وعظيم بره، ألا يستجيب لهذه الدعوات.

فتب إلى الله، واستغفره، وأحسن ظنك به، وأبدل دعواتك تلك بدعوات خير تكثر منها، معلقًا قلبك بالله تعالى، آخذًا بأسباب استجابة الدعاء، والله تعالى ذو الفضل العظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني