الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز للمدرِّس السؤال في الحصة ومن يجيب يأخذ درجة في الاختبار؟

السؤال

هل يجوز أن يضع المدرس سؤالًا في الحصة، ومن يجيب عنه يأخذ درجة في الاختبار؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن المرجع في ضبط تصرفات المعلم هو إلى النظام التعليمي: فإن كان النظام يعطي المعلم الصلاحية فيما سألت عنه، فلا حرج عليه فيه.

وأما إن كان تصرفه مخالفًا للأنظمة، فهو حينئذ غير جائز، فقد سئل ابن عثيمين:

ما رأيك في أستاذ يحث تلاميذه على الالتحاق بحلق المساجد؛ إما حلق القرآن، أو الدروس العلمية، ويعد من يلتحق بهذه الحلق بزيادة درجة أو درجات له، فهل في ذلك حيف على من لم يلتحق إذا لم يعط؟

فأجاب: إذا كان هذا التصرف تصرفًا فرديًّا من الأستاذ، فهذا لا يجوز؛ لأنه خلاف النظام.

أما إذا كان هذا ممن يملك ذلك بحيث يقول: من التحق بجماعات تحفيظ القرآن، فإنه يزاد ثلاث درجات، أو درجتين، أو ما أشبه ذلك، فلا حرج، ويكون هذا من باب التشجيع على الخير. اهـ.

وقال ابن عثيمين أيضًا: أعمال السنة إذا كان المرجع فيها إلى الأستاذ، وكان لحسن الخلق والأدب نصيب من هذه الدرجات، فحينئذٍ أنقص من أعمال السنة في جواب من كان سيئ الخلق، وأزيد فيها في جواب من كان حسن الخلق، إذا كان من النظام أن حسن الخلق له أثر في درجات أعمال السنة، فلي الحق أن أقلل درجات من أعرف منه سوء الخلق، وأن أزيد في درجات من أعلم منه حسن الخلق؛ لأنه موكول إليه، والمدرس مسؤول أمام الله تعالى عن ذلك كله. اهـ. من اللقاء الشهري. وانظر الفتويين: 251056، 118190.

ونعتذر عن الخوض في إجابة سؤالك الآخر؛ لأننا بيّنّا في خانة إدخال الأسئلة أنه لا يسمح إلا بإرسال سؤال واحد فقط في المساحة المعدة لذلك، وأن الرسالة التي تحوي أكثر من سؤال سيتم الإجابة عن السؤال الأول منها، وإهمال بقية الأسئلة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني