الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب قطع العلاقة بمن يخببك على زوجك

السؤال

أبلغ من العمر 30 سنة، متزوجة (لكن زوجي لم يلمسني لحد الآن، وذلك نزولا عند رغبتي).
الحمد لله أكملت تعليمي، كنت أعمل قبل أن تتم خطبتي، توقفت عن العمل بعد أن طلب خطيبي ذلك مني (زوجي حاليا). سأبدأ قصتي من البداية: تعرفت على زوجي عن طريق الإنترنت، كانت بيننا محادثات طويلة، وانتهت بأول لقاء: اللقاء الأول كان لقاء للتعارف عن قرب لا أكثر. أما اللقاء الثاني فقد كان لقاء رخيصا، حيث أقنعني بالذهاب إلى بيته، ومن ثم قمنا بعلاقة سطحية- وأعتذر عن اللفظ، لكن أريد أن أكون أكثر وضوحا في استشارتي- بعدها بسنة تقدم لخطبتي، لكن بعد أن تمت الخطبة أصبح يتحكم في كل شيء في حياتي: منعني من العمل، أصبح لا يطيق صديقاتي، ومع الوقت أصبح لا يطيق حتى التحدث إلي، وهذا أثر على علاقتنا، أصبح يتهرب من التكلم معي، وبالمقابل يتحدث مع صديقاته وأصدقائه إلا أنا، غير رقم هاتفه. لمدة سنة وأنا غارقة في دوامة الله وحده يعلم ما كنت أمر به. وبعدها قررت أن أبدأ حياة جديدة، مع الاحتفاظ به في حياتي، تقدم لي العديد من الأشخاص في تلك المرحلة لكن كان كل ما يهمني هو الانتقام منه. تعرفت على غيره وأحببته لشخصه، وكل ما به، كان سيتقدم لخطبتي لكن ظروفه المادية جعلتني أتأنى، وفي نفس السنة كان يوم زفافي من خطيبي قد تحدد. قمت بكل ما يمكن القيام به لأجل إذلاله كما فعل بي من قبل، لكن النار التي بداخلي لم تهدأ، وعائلتي أرغمتني في الأخير على الزواج منه، ولكن المصيبة هي أنني بقيت على علاقة بالشاب الآخر، وهو الآن ينتظرني أن أطلق، وزوجي يرفض تطليقي، ولا أدري الذي يجب أن أفعله، أشعر أنني في متاهة. أعلم أن الله غير راض نهائيا عني، ولا عن تصرفاتي كلما تبت عدت لما أنا عليه. فبعدما أصبح زوجي شخصا جيدا، أصبحت أنا الشريرة في القصة.
أعتذر لكم عن سؤالي هذا، لكن ما الذي يجب أن أفعله؟ وهل ما أنا عليه الآن نتيجة للتراكمات النفسية التي تعرضت لها فترة الخطوبة، أم نتيجة لقلة الدين والعفاف؟
شكرا لسيادتكم، وأعتذر عن طرح سؤال رخيص، في مجلس طاهر كمجلسكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله، وقطع كل علاقة بهذا الشاب المفسد الذي يخببك على زوجك، ويحرضك على فراقه.

واحذري من التهاون في هذا الأمر أو تسويفه، فالتمادي في هذه العلاقة المحرمة مفسدة لدينك ودنياك، وظلم لزوجك وخيانة للأمانة.

فاحسمي الأمر، واصدقي في التوبة، وعاشري زوجك بالمعروف، ولا تمنعيه حقّه في المعاشرة دون عذر، ولا تلتفتي لوساوس الشيطان ولا تستسلمي لحبائله، وأقبلي على ربك، وتعاوني مع زوجك على طاعة الله. وسوف تجدين الطمأنينة والسعادة بإذن الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني