الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أسباب رد الأب للخاطب

السؤال

تقدم شاب لخطبتي من أهلي، ولكن والدي رده، وكذب عليه، وقال له بأني مخطوبة لشاب آخر، مع العلم أني لست مخطوبة.
وبعد حديثه معه، قال والدي للشاب قول الله تعالى: وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم. وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير.
شيخنا أريد فهم دلالة الآية في موضوعي أنا والشاب: هل يقصد أن هناك شرا في أنا، أم في الشاب أم فيما سيجمعنا؟
مع العلم شيخنا أن قصة خطبتنا مختلطة من أولها؛ لأن هناك أطرافا شوهت الحقيقة عن الشاب من بادئ الأمر. ويبدو أن والدي قد سمع منهم، أو هناك شيء لا أعرفه.
أرجو توضيحا شيخنا. هل والدي لا يريدني للشاب أم ماذا؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا علم لنا بمقصود أبيك ونيته في رده الخاطب، وذكر هذه الآية له، والغالب أنّ ذكر هذه الآية في مثل هذه المواضع، يكون لتسلية الخاطب والتخفيف عنه حتى لا يحزن على فقد المخطوبة التي أرادها، ولتنبيهه على أن الإنسان قد يحب ويريد ما لا خير له فيه، وقد يكره ما فيه خيره ومصلحته.

وإذا كان هذا الخاطب كفؤا لك، وكنت راغبة فيه، فليس من حق والدك منعك من تزوجه دون مسوّغ، وإلا كان عاضلاً لك، لكن الغالب أن الأب يكون حريصا على مصالح ابنته في النكاح وغيره؛ لما فطره الله عليه من الشفقة عليها، والرغبة في مصلحتها، مع ما له من الخبرة والدراية.

فالذي ننصحك به أن تتفاهمي مع أبيك، أو توسطي من يكلمه من الأقارب أو غيرهم ممن له وجاهة عنده، فإن رضي بزواجك منه، فهذا خير، وإن أبى وبين لك وجهاً لرفضه، فطاوعيه ولا تخالفيه، ولعل الله يعوضك خيراً منه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني