الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة للمرأة المتزوجة المتعلقة بأحد المشاهير

السؤال

أنا متزوجة، وعندي طفلان، ومشكلتي أني بدأت أتعلق بشخص منذ حوالي شهر، وهذا الشخص مشهور جدًّا، والعالم كله يعشقه، والموضوع بدأ بانبهار؛ لأن كل الصفات التي أحب أن تكون في شخص، وجدتها فيه، وأولها الطموح، والذي لم أجده في أي أحد أعرفه حولي نهائيًّا، وأعجبت بطريقة حبّ الناس له، وتابعت أخباره، وعرفت عنه كل شيء، وكيف وصل، وكيف نجح، ورأيت مقابلاته، وطريقة كلامه، وثقته في نفسه، وتواضعه، وأنه لم ينس أصله، ولا أهله، ولم ينس ربّه، وأحببت خوف الناس عليه عندما تعب وأصيب، وكيف أن العالم كله وقف معه؛ لكي يرجع أقوى من الأول، والذي تعلقت به هو محمد صلاح.
ما يضايقني، ويشعرني بالذنب، أن تعلقي هذا به كان له أثر جيد، وفي نفس الوقت أثر سيئ: فأما الأثر الجيد فهو أنه جعلني أقرب من ربنا، وقد استغربت من هذا، لكني دائمًا يبدأ فتور الطاعات عندي من التسويف، وعندما انبهرت به وبدأت متابعته، تعلمت منه كيف أصرّ على النجاح، كيف أتعلم الخروج من منطقة الراحة، وهذه كانت أسوأ صفة فيّ، ولم أكن أعرف كيف أغيّرها؟ فقد كنت دائمًا أسوّف، وأرى كل شيء صعبًا وبعيدًا، وفجأة سمعته يخبر عن نفسه أنه وثق في ربنا، وتعب، وصدق نفسه، وأنه كان يرى حلمه يتحقق، ويرسمه في خياله، ويتحرك لكي يصل له، فأخذت هذا منه، وتعلمته، وانتظمتْ صلاة الفجر عندي، وكذا أذكاري، وورد القرآن، حتى إني بدأت أمارس الرياضة، بعدما كنت قد فقدت الأمل في البدء فيها.
وأما الأثر السيئ فهو أني أتابعه جدًّا، وأدخل على النت كثيرًا، وأسمع الأغاني التي ألفت خصوصًا من أجله، مع أني منذ أكثر من خمس سنين لم أسمع أي أغاني من أي نوع، وأصبحت أقعد على الفيس بوك كثيرًا، وعلى اليوتيوب كثيرًا، وهذا بالنسبة لي تضييع وقت؛ لأني أريد أن أستغل هذا الوقت في طاعة ربنا.
أريد أن أتخلص من إحساس الشعور بالذنب؛ لأني أتابعه بطريقة غير طبيعية، وهذا ما أريد أن أتخلص منه، لكن كل أثر حسن تسبب هو فيه من التزامي، أو حبّي للحياة، أو ابتسامتي التي رجعت، فلا أريد أن أفقد هذا، وأريد أن أكون مثله، وأرى نفسي في مجالي، وطموحي، وهدفي، والذي ينقصني هو إصراره، وعدم تسويفه، وأن أمسك أول الخيط مثلما فعل هو.
أتمنى أن أجد شخصًا يفهم قصدي، يقول لي: ماذا أفعل؟ فأنا خائفة من أن أترك رؤيته، وسماع أخباره، وساعتها يمكن أن أفقد كل ما وصلت له من تغير في حياتي، وأرجع أسوأ من الأول.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك أن تتقي الله، وتقفي عند حدوده، وتجتنبي أسباب الفتنة، وتغلقي أبواب الشر، ولا تتبعي خطوات الشيطان، ولا تغتري بتزيين الشيطان وتلبيسه عليك، فتظني أنّ مثل هذه الفتن والأهواء تعينك على الطاعة، فهذا وهم زائف، وخداع من الشيطان، ومن النفس، فالإعانة على الطاعة، والإفاقة من الغفلة، لا تكون بالمعاصي، واتباع الهوى.

والتغلب على الفتور بمثل هذه المفاسد، يؤدي إلى الضلال، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: إنّ لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي، فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك، فقد ضل. رواه البزار.

ولكن التغلب على الفتور، والإعانة على الطاعات، تكون بالاستعانة بالله تعالى، والتضرع إليه، والاعتصام به، والصدق في المجاهدة، والصبر، والتأسي، والاقتداء بالصالحين الأبرار.

فأفيقي من هذه الأوهام، واشغلي نفسك بما ينفعك من أمور الدين والدنيا، وأقبلي على ربك، وأدّي حقه، وحق زوجك؛ حتى تكوني زوجة صالحة، وأمًّا صالحة تكون سببًا في صلاح أسرتها، وصلاح مجتمعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني