الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من نوى قيام رمضان وعجز عنه في بعض الليالي هل يفوته ثواب القيام؟

السؤال

أصابتني حمى في ثاني ليلة من رمضان، فلم أستطع قيام تلك الليلة، إلا الوتر جالسًا، ثم نمت حتى الصباح، فهل بذلك فاتني أجر المغفرة المترتب على قيام رمضان كاملًا؟ وهل من سبيل لتعويض تلك الليلة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

ففي البداية: نسأل الله تعالى أن يزيدك حرصًا على الخير, وأن يعينك عليه.

ثم إن ثواب قيام رمضان لا يفوت -بإذن الله تعالى- من كان قد نواه, ثم عجز عن القيام في بعض لياليه لعذر شرعي، كمرض مثلًا، جاء في إرشاد الساري للقسطلاني عند شرحه لحديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا؛ غفر له ما تقدم من ذنبه. قال: (من قام رمضان) جميع لياليه، أو بعضها عند عجزه، ونيته القيام لولا المانع. انتهى.

والمسلم عمومًا يكتب له ثواب ما نواه من الأعمال الصالحة إذا عجز عنه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا مرض العبد، أو سافر، كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا. رواه البخاري.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: وهذه "قاعدة الشريعة" أن من كان عازمًا على الفعل عزمًا جازمًا، وفعل ما يقدر عليه منه، كان بمنزلة الفاعل، فهذا الذي كان له عمل في صحته، وإقامته، عزمه أن يفعله، وقد فعل في المرض، والسفر ما أمكنه، فكان بمنزلة الفاعل، كما جاء في السنن: فيمن تطهر في بيته، ثم ذهب إلى المسجد يدرك الجماعة، فوجدها قد فاتت، أنه يكتب له أجر صلاة الجماعة. انتهى.

وبخصوص قولك: "وهل من سبيل لتعويض تلك الليلة؟"، فالجواب أن الفقهاء قد تكلّموا على قضاء صلاة التراويح, وقد ذكرنا تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 202582.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني