الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عفو المظلوم عن الظالم هل يعني عدم مؤاخذة الله له؟

السؤال

أنا تعرضت للظلم الشديد من عدة أشخاص، وأريد مسامحتهم؛ لكي يعفو الله عني، فهل مسامحتي لهم تعني أنهم لن يعاقبوا على أفعالهم؟ وهل من الممكن أن تستجاب دعوة الظالم على المظلوم؟ فالشخص الذي ظلمني قد دعا عليّ، ويبدو أنها استجيبت، مع أني قمت بمراجعة نفسي، وسؤالها: هل قمت فعلًا بظلم ذلك الشخص؛ مما أدّى الى استجابة دعائه؟ ولكني لم أتذكّر فعل شيء له، فهل من الممكن أن تكون صدفة أم غير ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا عفوت عمن ظلمك، فإنه يبرأ من حقّك، لكن يبقى عليه حقّ الله، فيحتاج إلى الإقلاع، والندم، والعزم على عدم العود، حتى تكتمل توبته، قال ابن القيم -رحمه الله- في مدارج السالكين: قالوا: ولأن في هذه الجناية حقين: حقًّا لله، وحقًّا للآدمي، فالتوبة منها بتحلل الآدمي لأجل حقّه، والندم فيما بينه وبين الله لأجل حقّه. وانظري الفتوى رقم: 373690.

وما تنالينه من الأجر بالعفو، أعظم مما تنالينه لو لم تصفحي عنه من حسناته؛ إذ إن أجرك -والحال هذه- يقع على الله تعالى، كما قال جل اسمه: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ {الشورى:40}، وعفوك عنهم سبب لنيل مغفرة الله تعالى، كما قال تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {النور:22}.

وأما دعاء الظالم على المظلوم، فإنه إثم، ومن ثم؛ فإنه غير مستجاب، وتنظر الفتوى رقم: 325006.

وأما ما أصابك، فهو بتقدير الله تعالى، على تقدير صحة ما ذكرت، فيكون ما أصابك حصل عند الدعاء، لا به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني