الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترك الكلام والمناقشة مع الأم تجنبا للعقوق

السؤال

أنا فتاة عمري 30 عاما، مصابة بمرض الفصام منذ كان عمري 16 عاما. المشكلة أنني كلما تناقشت مع أمي، أو عبرت عن استيائي من تصرفات أخي تجاهي، تحدث مشادة كلامية بيني وبينها، وقد تدعو علي، وهي سريعة الغضب والدعاء علي دون إخوتي، ولا أدري ما السبب؟ كما أنها دائمة التحطيم لي بكلامها، فتصفني بالغباء، وأني لا أصلح للمجتمع، وقد تسبني، وهذا يؤثر علي كثيرا، ويجعلني أكرهها، وأنا أعلم أن ما يقع مني يكون في دائرة العقوق، فأستغفر الله وأتوب إليه. ويستقيم الحال وقتا، ثم يعود الأمر في كل نقاش، وأشعر أنني لا أستطيع التعامل معها.
فهل يجوز لي ألا أتكلم معها ولا أناقشها، وأبتعد عنها، تجنبا للعقوق؟ وهل دعاؤها علي سيستجيب الله له، مع العلم أن أخي قد يسبها ويضربها، ولا تدعو عليه، بينما أنا إذا أوضحت رأيي في مسألة ما، ولم يرق لها، تصفني بصفات سلبية، وتدعو علي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففي البداية نسأل لك الشفاء العاجل من المرض الذي تعانينه. وما ذكرته عن أمك من تصرف تجاهك، لا يُسقط حقها في البرّ, فحق الوالدين عظيم. وهما أولى الناس بأن يتجاوزالإنسان عن خطئهما، ويصبر على أذاهما. فالذي نوصي به هو الصبر على أذى أمك وشدتها، وراجعي الفتوى رقم: 246127 عن الأم التي تعامل أبناءها بجفاء.

ولا يجوز لك هجران أمك, لكن ابتعدي عن مناقشة الأمور التي تثير غضبها, وخاطبيها بلطف, وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 342412، واحذري من أي تصرّف يؤذيها؛ فقد ثبت التحذير من عقوق الوالدين, فهو كبيرة من كبائر الذنوب, وقد ذكرنا ضابط العقوق في الفتوى رقم: 73485.

وبخصوص ما تجدينه من كره تجاه أمّك بسبب تصرفاتها, فإنه لا مؤاخذة فيه, كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 300613.

أما دعاؤها عليك ظلما, فإنه لا يستجاب، كما في الفتوى رقم: 268468.

وما يقوم به أخوك من سبّ, وضرب لأمه, فلا شك أنه من العقوق. فاجتهدي في نصحه, وبيّني له خطورة ما يقع فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني