الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التشبه بالكفار في صغائر الذنوب

السؤال

ما حكم التشبه بالكفار في صغائر الذنوب، كسماع الموسيقى، وغيرها؟ وهل يؤدي بالفرد للكفر؟ وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن التشبه بالكفار المذموم شرعًا قد سبق الكلام عن المقصود به في الفتوى رقم: 21112، وغيرها.

وأما التشبه بهم في صغائر الذنوب، فحكمه التحريم، ولا يعتبر فاعله كافرًا.

ومع ذلك؛ فعلى المسلم الحذر من الذنوب جميعها -الصغير منها والكبير-، ولا يتساهل في ارتكاب الصغائر؛ قال الله تعالى: وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا {الكهف:49}.

وعن عائشة- رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: يا عائشة، إياك ومحقرات الذنوب؛ فإن لها من الله طالبًا. رواه النسائي، وابن ماجه، وصححه ابن حبان.

وكذلك على المسلم أن يجعل قدوته أهل الصلاح من الأنبياء، وأتباعهم، فالنفوس مجبولة على تقليد من تحب.

هذا؛ وننبه إلى أن استعمال المعازف، وسماع الموسيقى، قد عده بعض أهل العلم من الكبائر، كما سبق في الفتوى رقم: 232066، ولمزيد فائدة تنظر الفتويين التاليتين: 267331، 161147.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني