الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الواجب على المرأة التي كانت تتأخر في الاغتسال من الحيض

السؤال

كنت أتأخر في الاغتسال من الحيض؛ ومن ثم تفوتني صلوات أيام، ومن فضل الله عليّ أني لم أعد أتأخر، فهل عليّ قضاء ما فات من الصلوات؟ علمًا أن ذلك كان منذ سنوات، ولا أعلم عدد الصلوات.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما كنت تفعلينه من تأخير الاغتسال بعد انقطاع الحيض، خطأ كبير, ومعصية شنيعة، فبادري بالتوبة إلى الله تعالى, ولا تعودي لمثل هذا الأمر، وراجعي الفتوى رقم: 61897.

ويجب عليك الآن قضاء الصلوات المتروكة عن السنوات الماضية.

وإذا لم تضبطي عددها؛ فإنك تواصلين القضاء، حتى يغلب على ظنك براءة الذمة. وعن كيفية القضاء، راجعي الفتوى رقم: 61320.

واختار شيخ الإسلام ابن تيمية عدم وجوب القضاء، إذا كانت معذورة بالجهل، حيث قال في مجموع الفتاوى: ومن هذا الباب: المستحاضة إذا مكثت مدة لا تصلي؛ لاعتقادها عدم وجوب الصلاة عليها، ففي وجوب القضاء عليها قولان: أحدهما: لا إعادة عليها -كما نقل عن مالك، وغيره-؛ لأن المستحاضة التي قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: (إني حضت حيضةً شديدةً كبيرةً منكرةً، منعتني الصلاة، والصيام)، أمرها بما يجب في المستقبل، ولم يأمرها بقضاء صلاة الماضي.

وقد ثبت عندي بالنقل المتواتر أن في النساء والرجال بالبوادي، وغير البوادي، مَن يبلغ ولا يعلم أن الصلاة عليه واجبة، بل إذا قيل للمرأة: صلِّي، تقول: حتى أكبر وأصير عجوزة! ظانَّة أنه لا يخاطَب بالصلاة إلا المرأة الكبيرة كالعجوز ونحوها، وفي أتباع الشيوخ (أي: من الصوفية) طوائف كثيرون، لا يعلمون أن الصلاة واجبة عليهم، فهؤلاء لا يجب عليهم في الصحيح قضاء الصلوات، سواء قيل: كانوا كفَّاراً، أو كانوا معذورين بالجهل .. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني