الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترويج لمنتجات مواقع والانتفاع بالعمولة

السؤال

أقوم بالترويج لمنتجات أحد المواقع، وأحصل على عمولة إذا قام الشخص بشراء منتج من خلالي، وأنا أسوّق للمنتجات في دول غير بلدي، ولا أعرف الأسعار السائدة في الأسواق، والموقع توجد عليه العديد من السلع التي عليها تخفيضات، وأنا ينتابني الشك أن هذا التخفيض ليس حقيقيًّا؛ لأن مقدار التخفيض في بعض السلع كبير، وفي الحقيقة توجد سلعة ما تباع في هذا الموقع، وهذه السلعة يبيعها عدة بائعين، وكل بائع يعرض السلعة بسعر، والموقع يختار السعر الأرخص، ويعرضه على الزبائن، مع وضع السعر قبل التخفيض مشطوبًا عليه (يعني أن السلعة كانت بهذا السعر، وتباع بهذا السعر)، وبإمكان الزبون مشاهدة أسعار البائعين الآخرين، وفي بعض الأحيان يكون أعلى سعر لبائع معين، أقل من السعر الذي صرح به الموقع أنه (السعر قبل التخفيض)، وقد يكون هذا السعر في الأسواق العادية، وقد لا يكون، أنا لا أدري، وأنا لا أعلم بالأسعار في الأسواق العادية، ولا أسكن في هذه البلدان، وفكرت في وضع لافتة في موقعي تقول للزوار: إن التخفيضات في هذا الموقع، يمكن أن تكون حقيقية، ويمكن أن تكون مزيفة، لكني لست متأكدّا من هذا، وفي هذا مضرة لسمعة الموقع، وأنا حقًّا محتار، وليس لديّ عمل غير هذا، فهل المال الذي أكسبه في هذه الحالة حلال، أم حرام؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليك في الترويج لمنتجات موقع ما، أو مواقع، والانتفاع بالعمولة التي تعطاها، إذا قام الشخص بشراء منتج من خلال دلالتك له على الموقع، وهذا العمل من قبيل السمسرة؛ قال البخاري: باب أجرة السمسرة، ولم ير ابن سيرين، وعطاء، وإبراهيم، والحسن بأجر السمسار بأسًا. انتهى.

ويشترط لجواز ذلك ان تكون المنتجات التي تدل عليها الناس منتجات مباحة.

ولا يلزمك أن تكتب إعلانًا بموقعك حول الأسعار والتخفيضات، وعدم مسؤوليتك عنها؛ لأن ذلك قد يدخل الريبة والشك في نفوس الزبائن، حول معلومات المواقع، التي تدلهم عليها؛ فيتضررون بسبب ذلك.

ولو كان هناك كذب لم تطلع عليه، فلا يلحقك بسببه إثم؛ قال تعالى: وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني