الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الواجب عند حضور الدورات التدريبية المصاحبة للموسيقى

السؤال

شيخنا الفاضل:
أحضر بعض الدورات التدريبية التي توفرها الجامعة لطالباتها، وأرسل إعلانات هذه الدورات أحيانا لزميلاتي كي يستفيدوا من حضورها.
محتوى هذه الدورات -ولله الحمد- مفيد ومباح، لكن ما يقلقني هو أن بعض المدربات -أو للأسف ربما الغالبية منهن- يقمن خلال الدورة بتشغيل مقطع توضيحي للمحتوى المطروح، وهذا المقطع للأسف قد يحتوي على موسيقى. فهل بحضوري لهذه الدورات أكون آثمة، وهل بدعوتي لزميلاتي أكسب ذنوبهن؟
وما الواجب علي تجاه هذا المنكر عند حضوري للدورة، هل ينبغي علي الخروج من القاعة كلما تم تشغيل مقطع؟ أم يكفيني أن أنكر بقلبي؟ وهل ينبغي علي مناصحة المدربة؟
وفي حالة كان محتوى الدورة مباحا، لكن دعت المدربة خلال الدورة إلى أمر محرم، مثل استماع مقاطع فيها موسيقى، أو تهكير البرامج، هل هذا مانع لي من الاستفادة من باقي محتوى الدورة المباح؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دام محتوى هذه الدورات مباحا ومفيدا، فالأصل جواز حضورها، وأما ما يعرض فيها من محاذير أو منكرات شرعية، فينبغي مع إنكار القلب أن يعامل بما يليق به ويناسب حال المكلف!

وبخصوص تشغيل بعض المقاطع التوضيحية المحتوية على أصوات المعازف، فهذا مما عمت به البلوى في عصرنا! فمن كان محتاجا لمثل هذه الدورات، ولم يجد ما يلبي حاجته إلا فيها، فنرجو ألا يكون عليه حرج في حضورها، وعندئذ نفرق بين سماع المعازف الذي لا يختاره المكلف ولا يقصده، وبين الاستماع الذي يقصد فيه السماع ويختاره، وراجعي في ذلك الفتاوى التالية: 258628، 310342، 151823.

وكذلك الحال إذا دعت المدربة خلال الدورة إلى أمر محرم، كقرصنة البرامج مثلا، فهذا لا يمنع الاستفادة منها، ولكن مع مراعاة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن أمكن. ومناصحة المدربة أو غيرها ممن يقع في مخالفة شرعية: مطلوبة على أية حال إن تيسرت، وينبغي أن يتحرى الناصح الطريقة الأنسب للحال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني