الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من قال لبنته وهو غاضب: أمك طالق بالثلاث إن ذهبت لطبيبة الأسنان

السؤال

ما حكم قول أبي لي: إن أمي طالق بالثلاث، إذا ذهبتُ أنا إلى طبيبة الأسنان؛ لأنه كان غاضباً مني، لعدم تنظيفي للبيت؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففي هذا اللفظ تعليق من أبيك لطلاق أمك بالثلاث، إن ذهبت أنت إلى طبيبة الأسنان. فإن حصل المعلق عليه، وهو ذهابك لطبيبة الأسنان، فالمفتى به عندنا أنّ الطلاق المعلّق بلفظ الثلاث، يقع به الثلاث، وتبين به أمك بينونة كبرى، وهذا قول أكثر أهل العلم. لكنّ بعض العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ يرى أنّ حكم الطلاق المعلق الذي لا يقصد به الطلاق، وإنما يقصد به التهديد، أو التأكيد على أمر، حكم اليمين بالله، فإذا وقع الحنث، لزم الحالف كفارة يمين، ولا يقع به طلاق، وعند قصد الطلاق يرى أنّ الطلاق بلفظ الثلاث يقع واحدة، وانظري الفتوى رقم: 5584.

وأكثر أهل العلم على أن طلاق الغضبان نافذ، ما لم يزل عقله بالكلية.

قال الرحيباني الحنبلي: وَيَقَعُ الطَّلَاقُ مِمَّنْ غَضِبَ، وَلَمْ يَزُلْ عَقْلُهُ بِالْكُلِّيَّةِ. اهـ.

فلئلا يحصل الحنث، ويقع الطلاق، اجتنبي الذهاب إلى طبيبة الأسنان هذه.

وننبه إلى اتقاء الغضب قدر الإمكان، والعمل على مداواته عند طروئه بالعلاج النبوي المبين في الفتوى رقم: 373666، والفتوى رقم: 8038.

وعلى الزوج أن يحذر من أن يجعل الطلاق وسيلة لحل مشاكله، بل ينبغي تحري التريث والحكمة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني