الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل الملائكة جميعهم يصلون بقيام وركوع وسجود، حتى حملة العرش؟
ثانيا: الله سبحانه وتعالى قال: إن الله وملائكته يصلون على النبي. هل جميع الملائكة يصلون على النبي، أم بعضهم؟
وكذلك هل جميع الملائكة يصلون على معلمي الناس الخير أم بعضهم؟ وكذلك هل جميع الملائكة يصلون علينا؟ وهل جميع الملائكة غسلوا الصحابي حنظلة أم بعضهم؟ وهل هناك ملائكة موكلون بقبر الرسول، وبقاموس البحر وبالشجر؟ وهل هناك قرين من الملائكة مع كل إنسان وجن يرشده للخير؟
لقد تعبت جدا من كثرة الأسئلة، خائف من أن أكون غير محقق الإيمان بالملائكة، فأنا عندما تأتي آية مما تقدم، أو حديث مذكور فيه لفظ الملائكة بالجمع، يبدأ في ذهني هل كلهم أم بعضهم؟ فيكون ذلك من العام المخصص، وعلى كل حال، فأنا أقول في نفسي: أؤمن بذلك كله سواء أحدث من بعض الملائكة أم كلهم؟ فهل ذلك صحيح، علما بأن الأسئلة هذه لم أُوردها على نفسي، فأنا لا أحب كثرة السؤال.
فهل هذا من كثرة السؤال المذمومة؟
ثالثا: لا أعلم إن كان هذا السؤال ورد عليكم أم لا؟ حيث عندما سجلته رد علي الموقع بأن أرقام التأكيد غير صحيحة، وهذا هو السؤال: هل الجن موكل بهم حفظة وكتبة، ويتعاقبون فيهم؟ وهل يسألون وينعمون ويعذبون في القبر؟ وهل يشملهم الاستثناء من فتنة القبر وعذابه؟
أرجو الإجابة؛ فقد تعبت جدا جدا، أرجو ألا تتضايقوا مني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكر لك تواصلك معنا، لكننا لاحظنا أن أسئلتك تتسم بالتكلف والإغراب، والتعمق الذي ليس وراءه كبير نفع -كسؤالك هذا- فننصحك بالسؤال عما ينفعك من العلم الشرعي الذي تحتاجه، والكف عن الأسئلة المذمومة، وراجع في هذا الفتوى رقم: 286822.

وأما بخصوص ما سألت عنه: فإن الذي يسعنا بيانه هو: أن الشرع قد جاء بذكر أنواع من عبادة الملائكة لله سبحانه، ومنها: السجود، كما قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ {الأعراف:206}، وظاهر هذا النص العموم، فإن (الذين) اسم موصول، وهو من صيغ العموم؛ كما هو معروف.
وجاء في خصوص صفة سجود الملائكة: ما أخرجه الترمذي عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء، وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله ... قال الترمذي: حديث حسن غريب، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وكذلك الذهبي في تلخصيه.

ففي هذا الحديث أن ملائكة تسجد بوضع جبهتها لله في السماء، وإن كان الحديث لا يدل صراحة على أن سجود الملائكة كلهم بتلك الحال.
ونعتذر عن النظر في بقية أسئلتك، لكونها لا ينبني على معرفة جوابها عمل، ولأننا بيّنّا في خانة إدخال الأسئلة، أنه لا يسمح إلا بإرسال سؤال واحد فقط في المساحة المعدة لذلك، وأن الرسالة التي تحوي أكثر من سؤال، سيتم الإجابة عن السؤال الأول منها، وإهمال بقية الأسئلة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني