الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإحسان للوالد المسيء من الحقوق

السؤال

والد زوجي طول حياته عاق لوالديه، ولزوجته، وكل ما تتخيله فعله بنا، وآخرها رمى زوجته وبنته في الشارع، وكان سيحبس ابنه بسبب أنه خدع أناسا كثيرين، وما زال يفعل الخداع، وأخيرا رد زوجي عليه، ووددناه مرة أخرى، وكنا نقوم بزيارته؛ لأننا لا نريده يأتي بيتنا؛ بسبب أنه لو عرف بيتنا الجديد سيقوم بالخداع مرة أخرى، ويُدخل بيتنا في مشاكل. وأخيرا أراد أن يوقع زوجي في مشكلة تخصه، فزوجي رجع مرة أخرى يتجنبه، ولا يحدثه، وعندما اتصل عليه رد زوجي من أجل البر، وفوجئ أنه يدعو علينا وعلى أبنائنا. مع العلم أنه هو الذي ظلمنا طول حياته. فماذا نفعل معه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان والد زوجك يقوم بهذه التصرفات القبيحة، فهو رجل سوء، عاص لربه، ومفرط في حق خلقه. ومن أهم ما نوصي به الصبر عليه، وسؤال المولى تبارك وتعالى أن يهديه صراطه المستقيم، ويتوب عليه، ويرزقه الرشد والصواب. هذا بالإضافة إلى نصحه بالحسنى، وتخويفه بالله وأليم عقابه، وليكن ذلك ممن له مكانة عنده، ويرجو أن يسمع لقوله؛ عسى الله -سبحانه- أن يصلحه.

ولا بأس بأن يجتنب زوجك والده حذرا من أذاه، ولكن يجب عليه بره وصلته بما استطاع من أنواع الصلة، فمن حق الوالد أن يحسن إليه ولده وإن أساء، وانظري لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 367546. والفتوى رقم: 370030.
ودعاء الوالد على أولاده منهي عنه شرعا، ونرجو أن لا يستجاب له في ذلك، وخاصة إن كان دعاؤه بإثم أو قطيعة رحم، ولتراجع الفتوى رقم: 120363.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني