الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس كل ما تطلبه الأم تطاع فيه

السؤال

أنا أعاني في طاعة أمي حتى بعد ما تزوجت، تتدخل في حياتي، تطلب مني عدم لبس ألبسة معينة تحت العباءة، وزوجي غير رافض فكرة قميص أو بنطلون داخل العباءة، والعباءة ساترة، لا يظهر منها شيء، وكل ما طلبت شيئا مني قالت: لا أسامحك، ولا أرضى حتى تفعلي ذلك. يضايقني كلامها، لديها معتقدات صعبة، وتجبرنا على تنفيذها، وتريد مني أن أشتري لها طقم الماس تكلفته كبيرة عليَّ. فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الأم التي تتدخل في حياة ابنتها على هذا الحال الذي تفعله أمك معك، تؤذي ابنتها بذلك، وتوقعها في شيء من الحرج، ومن أهم ما نوصي به الصبر عليها، والدعاء لها بالرشد والصواب، وصلاح الحال، هذا بالإضافة إلى البر بها، والإحسان إليها، والحذر من عقوقها، وانظري الفتوى رقم: 299887.

وقد ضبط أهل العلم ما تجب فيه طاعة الوالدين بما يكون لهما مصلحة فيه، ولا ضرر على الولد، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 76303. فلا تلزمك طاعة أمك إن لم يكن في منعها إياك من هذا الأنواع من الألبسة مبرر سائغ، ولا يجب عليك أن تشتري لها طقم الماس المكلف، ولكن اعملي على مداراتها، وبرها بما هو ممكن مما لا يجحف بمالك، وتحري الحكمة في التعامل معها، واستعيني بربك، ثم بمن تقبل أمك قوله غالبا.

وليس من حقها التحريج عليك بمثل هذه الكلمات أي: عدم المسامحة، والرضا عنك من أجل الضغط عليك في تنفيذ ما طلبت. وإن كنت تعنين بالمعتقدات أمورا تخالف الشرع، فلا يجوز لك طاعتها فيها، ثبت في الصحيحين عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني