الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسؤولية الأب تجاه أولاده

السؤال

الأب الذي يخلف ولدا، وما يسأل عنه، ولا عن أي شيء من حقوقه، ولا يحس بشيء من المسؤولية تجاهه، هل له حق الغضب والرضا؟ لأن الإسلام لم يفرض حقا إلا مقابله واجب، وإذا كان الأب سيئا حتى أنه يعمل سحرا لأولاده.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

في سؤالك شيء من عدم الوضوح، وسنجيبك بناء على ما فهمنا منه فنقول: ما من شك في أن على الأب واجبا نحو أبنائه، كما أن على الأبناء واجبا لأبيهم من البر والنفقة ونحو ذلك، وسبق بيان شيء من هذه الواجبات، فراجعي الفتويين: 136974 ، 190121. وإذا قصر الأب في حق أولاده فهو آثم ومحاسب أمام الله تعالى على ذلك، ثبت في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.....والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته... الحديث.

وروى أبو داود عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت.

ولينصح الأب في ذلك برفق في كل ما فرط فيه بما في ذلك ما ذكر من أمر السحر، هذا مع الحذر من اتهامه بعمل السحر بغير بينة كما يقع من كثير من الناس، وتراجع الفتوى رقم: 134356، ولكن تقصيره في حق أولاده لا يسوغ لهم التقصير في حقه، فمن حق الوالد أن يحسن إليه ولده، وإن أساء وظلم؛ كما ثبتت بذلك نصوص الشرع ، والبر إنما وجب للوالد ليس مقابل الإحسان بل لكونه والدا ، وإلا فما الفرق بين الوالد وغيره، فكل محسن سواء كان والدا أو غير والد من حقه أن يجازى على إحسانه، قال تعالى: هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ {الرحمن:60}، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 354847.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني