الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج من تفكر في أهل غير أهلها

السؤال

لا أدري أهو تفكير أم وساوس؟
أفكر في أهل غير أهلي، وحياة غير حياتي، مع العلم أنا والحمد لله لا ينقصني شيء، ولكن هذا الأمر يراودني دائما، وكلما بعدت عنه لفترة رجعت إليه مرة أخرى. وأنا والحمد لله محافظة على العبادات، وقراءة القرآن دائما، وكثرة الاستغفار، والصلاة على النبي. لا أدري ماذا أفعل؟
أرشدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن مثل هذا التفكير غريب، وخاصة كونه من مثلك ممن يحافظ على العبادة، ويحرص على الذكر، وتلاوة القرآن، والاستغفار، والصلاة على المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى كونك لا ينقصك شيء؛ كما ذكرت.

ولا يبعد أن يكون هذا من تسلط الشيطان عليك لينكد حياتك، ويدخل عليها الأحزان، فإنه يسعد بذلك، قال تعالى: إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {المجادلة:10}، فاعملي على إغاظته، وتفويت الفرصة عليه بمدافعة مثل هذا التفكير بإياس النفس عن أن يكون للمرء أهل غير أهله، فهذا مستحيل، وبإشعار نفسك الرضا عن الحال التي أنت عليها، وشكره عليها، وسؤاله المزيد.

واحرصي أيضا على الإكثار من الذكر فبه يطمئن القلب، وتذهب الهواجس، قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}، وعليك بالدعاء ليصرفه الله عنك، واعملي على شغل نفسك بما ينفع من أمر الدنيا والآخرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني