الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج وساوس الخوف من المرض

السؤال

عندى وساوس خوف جدا من المرض، ودائما أفكر في الأمراض، وأنا أمارس العادة السرية، وبفضل الله صليت أمس صلاة بنية توبة عامة، ولكن أنا مريض، ولا أعرف ما بي، ودائما أشعر أن لديّ وساوس من المرض.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحمد لله الذي وفقك للتوبة، ثم عليك أن تتجنب هذه الوساوس، وتجاهدها، وتسعى في التخلص منها ما أمكنك، ويعينك على هذا أن تعلم أن قضاء الله للمؤمن كله خير، كما في صحيح مسلم من حديث صهيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء فشكر كان خيرا له، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرا له.

ثم اعلم كذلك أن ما جرى به القلم كائن ولا بد، فلا يؤخر القلق والخوف ولا يقدم، وما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، فلماذا القلق على أمر قد فرغ منه، وسبق به قلم القضاء؟

ثم اعلم أيضا أن الله أرحم بك من أمك التي ولدتك، وأنه أعلم بمصلحتك من نفسك، وأن أعظم جالب للخيرات ودافع للشرور هو حسن الظن به سبحانه، وصدق التوكل عليه، والرغبة فيما عنده، وهو سبحانه عند ظن عبده به، فظن الخير تجده، وأمل في سعة رحمة الله -عز وجل- فهي قريب من المحسنين.

ثم أكثر من الفكرة في نعم الله التي تغمرك، ومننه المحيطة بك من كل جانب، فإنك بذلك تعلم عظم رحمته وسعة فضله وجوده وبره.

ثم اعلم أن هذه المخاوف إنما هي من الشيطان الذي يريد أن يملأ قلبك بها ليبعدك عما فيه منفعتك من عبادة ربك تعالى والإقبال عليه. فدع عنك هذه المخاوف كلها، ولا تلق لها بالا، وتوكل على الله في جميع أمورك؛ فإنه من يتوكل على الله فهو حسبه.

ولو راجعت أحد الأطباء النفسيين الثقات كان ذلك حسنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني