الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة للزوجين البعيدين عن بعضهما

السؤال

شيخي الفاضل: أنا في حيرة من أمري، فدلني على الصواب.
أدرس في بلد آخر، بعيد عن أهلي، مع أخي، ومدة دراستي خمس سنوات. تقدم لي شابٌ نبيل، في نفس بلد أهلي؛ وتم الأمر.
وهو يكبرني بأحد عشر عاما، ويعمل هناك، وصعب جدا أن يجد عملا في نفس البلد الذي أنا فيه الآن. وكذلك صعب جداً أن أكمل دراستي في نفس البلد الذي هو فيه. وقد بدأت الآن أولى الخطى في حياتي الجامعية، فأنا ما زلت في السنة الأولى. وتعبت جدا حتى استطعت أن أكمل وأصل لهنا.
مع علمنا أن المسافة بيننا هي مشكلتنا الوحيدة، ولكن رضينا وتوكلنا على الله. وجميع الأمور بيننا طيبة، وعلاقتنا رائعة حد السماء، ولله الحمد.
انصحني يا شيخي: كيف نخفف من وطأة هذا البعد، مع أنه يحاول أن يزورني كل شهر. وأنا أيضاً، لكن تعلم كم حياتنا هكذا ليست بحياة. وحقا أخشى عواقب ذلك مع الزمن؛ فنحن في البداية، والأمر صعب جدا.
متوكلون دوما، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا. لكني بحاجة لنصيحة، أو كلام رشيد، يخفف علي هذا الأمر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم يتبين لنا ما إن كان الذي تم هو الخطبة أم الزواج؟

فإن كانت الخطبة هي المراد، فأنت لا تزالين أجنبية عنه، ويجب أن يكون تعاملك معه على هذا الأساس.

وإن كان المقصود أن الذي تم هو الزواج -كما هو الظاهر- فالحمد لله؛ فإنها نعمة عظيمة أن تكوني ذات زوج، وأنت لا تزالين في مرحلة الدراسة، وهذا مما حرم منه كثير من الفتيات، فقد لا ترزق إحداهن بزوج بعد تخرجها من الجامعة، بل قد تصير عانسا. فعليك بشكره سبحانه على هذه النعمة.

ولا شك في أن اجتماع شمل الزوجين في بلد واحد أمر مهم، حتى يعف كل منهما الآخر، ويجتنب أسباب الفتن. وهذا ما ننصح بالسعي فيه، وبذل الجهد في تحقيقه قدر الإمكان. ولا تنسي بأن تكثري من الدعاء أن يحقق الله تعالى لكما ذلك، وهو نعم المسؤول، ونعم المجيب، وهو القائل: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}، وراجعي لمزيد الفائدة، الفتوى رقم: 119608.

ونوصي بالعمل على كل ما يكون سببا في تقوية الإيمان، ويجنب إغواء الشيطان، وتجدين في الفتاوى أرقام: 1208، 10800، 12928 توجيهات نافعة؛ فراجعيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني