الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قراءة القرآن والاستغفار لمن مات على الكفر

السؤال

أسلمت وأنا في الخامسة والعشرين من عمري، ومات والدي ووالدتي وهما على دين النصارى. فهل يجوز لي أن أستغفر لهما، وأقرأ لهما الفاتحة؟ وما حقهما عليَّ؟ وكيف أبرهما بعد وفاتهما؟
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد قال الله تعالى: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ [التوبة:113].

وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: استأذنت ربي أن أستغفر لأمي، فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها، فأذن لي. وفيه أيضاً عن أنس أن رجلاً قال: يا رسول الله، أين أبي؟ قال: في النار، فلما قضى دعاه، فقال: إن أبي وأباك في النار.

قال الإمام النووي في شرحه لهذا الحديث: فيه أن من مات على الكفر فهو في النار، ولا تنفعه قرابة المقربين.

وإذا تقرر هذا، عرفت أنه لا يجوز لك أن تستغفري لوالديك، أو تقرئي لهما الفاتحة، لأنهما ماتا على الكفر، وراجعي للأهمية الفتوى: 6373.

أما حقهما عليك، وبرهما بعد موتهما، فيكون بقضاء دينهما، وإنفاذ عهدهما في غير مُحَرَّم، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وبر صديقهما من غير موالاة إذا كان كافراً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني