الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما حكم الاستفادة ماديًّا من معلومات أحصل عليها بسبب العمل؟

السؤال

ما حكم الاستفادة ماديًّا من معلومات أحصل عليها بسبب عملي؛ فأنا أعمل مدير تطوير أعمال في شركة مقاولات، وبسبب زياراتي للمشاريع أحصل على معلومات عن متطلبات هذه المشاريع من أعمال مدنية، ومعمارية، وما شابه، وهي متطلبات لا تستطيع شركتي القيام بها؛ لأنها ليست من ضمن اختصاصنا، فهل يجوز لي أن أخبر شركات أخرى عن هذه المتطلبات، وأن أحصل على مبلغ ماديّ مقابل ذلك؟ وهذه الشركات ليست منافسة لنا من قريب أو بعيد، علمًا أني أعمل في السعودية، ونظام العمل هنا لا يسمح لي بالعمل مع غير كفيلي، والشبهة عندي: هل الاستفادة من معلوماتي، وعلاقاتي، يعتبر مخالفًا للقانون والشريعة، أم إنها ملكية فكرية، يجوز لي الاستفادة منها، إذا لم يؤثر ذلك على ساعات عملي، ومصلحة شركتي؟ وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما دامت هذه الأعمال ليست ضمن اختصاص شركتك، والقيام بها يحتاج لشركات أخرى ليست منافسة لشركتك من قريب أو بعيد، فلا حرج عليك في أن تعرضها على تلك الشركات، نظير مقابل مالي، حتى ولو كان ذلك معتمدًا على المعلومات التي حصلت عليها من خلال عملك؛ فإن هذا أمر بدهيّ، لا يتعلق بحق الآخرين، ولا تنتهك فيه ملكية أحد، شأنه شأن الخبرة التي تنمو وتتنوع من خلال العمل.

ومع ذلك؛ فلا تكون حكرًا على هذا العمل بخصوصه، بل يشرع لصاحبها الانتفاع بها على أي وجه، وفي أي عمل مشروع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني