الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من حلف عدة أيمان على عدة أمور وحنث فيها

السؤال

كنت قد حلفت بالله على نفسي ألا أستخدم مواقع التواصل الاجتماعي إلا لمدة دقيقتين في اليوم، ولكني نقضت العهد عدة مرات، وحلفت بالله على نفسي ألا أستخدم شيئًا ما، ولكني استخدمته، وحلفت ألا أستمع للأغاني، وألا أنشد أناشيد إسلامية، ونقضته أيضًا، فأرجو أن تجيبوني؛ لأني في حيرة من أمري.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنحن أولًا نحذرك من كثرة الحلف؛ فإنه يعرض إلى الحنث، ولزوم الكفارة، وقد قال الله تعالى: وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ {المائدة:89}.

ثم اعلمي أن الواجب عليك عند الجمهور هو أن تحسبي جميع ما حنثت فيه من الأيمان، وتخرجي عن كل يمين منها كفارة.

وإذا لم تعلمي ما يلزمك بيقين، فاعملي بالتحري، وأخرجي من الكفارات ما يحصل لك معه غلبة الظن ببراءة ذمتك، ولا تتداخل الكفارات -والحال هذه- عند الجمهور؛ لأنها أيمان متعددة على أشياء متعددة.

ويرى الحنابلة أنه ما لم تكفري عن تلك الأيمان، فإنها تتداخل، وتجزئك كفارة واحدة، وقول الجمهور أحوط، وهو ما نفتي به، وراجعي الفتوى رقم: 366481، ورقم: 356323.

والكفارة هي إطعام عشرة مساكين، لكل مسكين مد من طعام، وهو ما يقدر بنحو 750 جرامًا، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فإن عجزت عن هذا كله، فعليك صيام ثلاثة أيام عن كل كفارة، والأحوط أن تكون متتابعة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني