الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم الغيرة على العرض من أنواع الدياثة

السؤال

أولا: أود شكركم على هذا الموقع الذي أفادنا كثيرا، وأنا شخصيا استفدت منه جدا، أسال لله تعالى أن يجعله لكم صدفة جارية.
سؤالي هو: هل يجوز أن نطلق وصف ديوث، على من يدع زوجته تعمل في المؤسسات العمومية، أو في المدارس التي فيها الاختلاط بين النساء والرجال؟ مع العلم أن الكل يتكلمون مع بعضهم (نساء ورجال) وهؤلاء النسوة المتزوجات، يخرجن متبرجات، مع العلم أن هؤلاء الرجال يعلمون بأنه يوجد اختلاط، ولكنهم يتركون زوجاتهم، يعملن مع الرجال، وهن متبرجات، إلا من رحم ربي؟
أفيدونا بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالرجل الغيور، لا يسمح لزوجته بالخروج من بيته متبرجة أصلا، فكيف بجمعها بين التبرج، ومخالطتها الرجال وهي على هذه الحال. ففي هذا السماح نوع من الدياثة، وهي ضد الغيرة. والغيرة على العرض من شيم المؤمن، وخصال الرجولة التي أمر بها الشرع، كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي العبد ما حرم عليه.

قال المباركفوري في تحفة الأحوذي، وهو يتكلم عن الغيرة: قال النحاس هو: أن يحمي الرجل زوجته وغيرها من قرابته، ويمنع أن يدخل عليهن أو يراهن غير ذي محرم، والغيور ضد الديوث... اهـ.
ومن اطلع منه على مثل هذا التساهل، يجب نصحه، وتذكيره بالله تعالى، وبمسؤوليته أمام الله عز وجل عن زوجته، ورعايتها وتربيتها على الخير؛ قال تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ {النساء:34}.

قال السعدي في تفسيره: قوامون عليهن، بإلزامهن بحقوق الله تعالى من المحافظة على فرائضه، وكفهن عن المفاسد، والرجال عليهم أن يلزموهن بذلك. اهـ.

وروى البخاري ومسلم عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والرجل راع في أهله، وهو مسؤول عن رعيته.

ولمزيد الفائدة؛ انظر الفتوى رقم: 56653.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني