الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاقتراض بالربا لتسديد الديون

السؤال

أنا ربّ أسرة، أعول أربعة أطفال، من ضمنهم طفل ذو احتياجات خاصّة، وأنتظر الطفل الخامس -إن شاء الله-، وضاقت عليَّ الدنيا، وعليَّ إيجار البيت لمدة ستة أشهر، بالإضافة إلى الكهرباء والماء، وعليَّ دَين للشركة التي أعمل بها، وهو مبلغ من المال دون علم الشركة، وضاقت عليَّ الدنيا، فلا أقدر على الاستدانة من أحد أو جمعيات؛ كوني مشتركًا في أكثر من جمعية، فهل يجوز أن أحصل على قرض ربوي لسداد جميع المستحقات التي عليَّ؟ مع العلم أن كفيلي في العمل زوجتي، وآخر حل عندي هي القروض الربوية. أرجو النصيحة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالربا ليس بحل، والمستجير به كالمستجير من الرمضاء بالنار، ولا يجوز الإقدام عليه إلا عند تحقق الضرورة المبيحة للحرام، ولا ضرورة فيما ذكرت، فالديون على أصحابها أن ينظروك إلى حين ميسرة، ويمكنك البحث عن وسائل مشروعة تعينك على تجاوز ما أنت فيه، وستجدها -بإذن الله-.

ونوصيك بالإكثار من الدعاء، ولا سيما ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم. ففي سنن أبي داود عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له: أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة، مالي أراك جالسًا في المسجد في غير وقت صلاة؟! قال: هموم لزمتني، وديون -يا رسول الله-، قال: أفلا أعلمك كلامًا إذا قلته أذهب الله همك، وقضى عنك دينك؟ قلت: بلى -يا رسول الله-، قال: قل إذا أصبحت، وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. قال: ففعلت، فأذهب الله تعالى همي، وقضى عني ديني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني