الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التلاعب بالفواتير للحصول على مال بدعوى الظلم في الأجرة

السؤال

شيخنا الفاضل -حفظك الله-: لدي سؤال أود أن أحصل على إجابة شافية له، بارك الله فيكم، ونفع بعلمكم.
أنا موظف لدى إحدى الجهات شبه الخيرية، وليست بالمعنى الحقيقي "خيرية" لكنها تندرج ضمن هذا السياق، أنا أعمل معهم منذ سنوات طويلة وبأجر زهيد لا يرتقي لما أقدمه لهم ومقارنة بغيري ممن لا يقارن بي من جهة الأعمال والمهام الموكلة لي حتى أنهم يبخلون عليّ بأقل ما يمكن، وأنا تحملت الكثير لدرجة أنهم زادوا عليّ المهام، وقاموا بفصل العديد من الموظفين، وقطعوا رزقهم، وكل من تم فصله حملوني مهامه فوق مهامي لدرجة أني أعمل عني وعن ثلاثة موظفين وأكثر ! دون أي زيادة بالراتب، أو محفزات، أو مكافآت، أو كلمة طيبة. وهذا الأمر دفعني لأن "آخذ حقي بيدي" ومعذرة على هذا الأمر، ولكن ماعدت أدري هل أنا مخطئ أو أنهم يستحقون هذا مني أم ماذا؟!
وأقصد بأني آخذ حقي بيدي يعني أني أصبحت أضطر أن أتلاعب بالفواتير وغيرها حتى آخذ ذلك المال، مع العلم بأن موظفين آخرين لا يفعلون شيئا، وفقط لمجرد قربهم من صاحب العمل تكون رواتبهم عالية جدا أضعاف راتبي بكثير، وسبق وأن طالبت بحقوقي دون أي فائدة بل دائما أعذار وتهرب من المسؤولية، ووضع حجج وعراقيل بأن وضعهم المالي غير مستقر، وما إلى ذلك، مع العلم بأني مطلع بشكل وثيق على الوضع المالي الخاص بهم، وأعلم تلك الأساليب الملتوية التي يقومون بها للتحايل على الداعمين لهم، وعلى من يقدمون لهم العون والمعونة بالكذب والنفاق، وهذا غيض من فيض.
ولعل أحدهم يقول لي لم لا تتركهم، وتبحث عن عمل آخر بمكان أفضل؟ الإجابة للأسف أني غريب عن هذا المكان "وافد" وغير متاح لنا العمل، وإن وجدت فلن تجد أقل سوءا من المكان الذي أنا فيه؛ سواء من ناحية الراتب وصولا إلى التعامل والظلم وغيره، ولكي لا أطيل أرجو إفادتي وإعطائي إجابة وافية عما قمت به.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا حقّ لك في التلاعب والغش بدعوى أنّ أصحاب العمل ظالمون لك، فما دمت رضيت بالعمل معهم على هذا الأجر، فليس لك غيره، والواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى مما أخذته بغير حقّ وترده إلى أصحابه، وأبواب الرزق واسعة، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني