الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة والطاعة من أعظم أسباب تيسير الأمور

السؤال

أنا شاب متأخر في الزواج؛ بسبب ذنوبي، وأنا أصلي الفرائض، وأشاهد الأفلام الإباحية، وأمارس العادة السرية.
تعلق قلبي بفتاة، وبعد تحديد موعد الخطبة انسحبت من حياتي، ولم يتم الأمر، فضعفت كثيرًا، وكنت أشاهد على اليوتيوب الطلاسم التي تُفعَل للمحبة، وكتبت مثلما رأيت على ورقة، وبعدها أيقنت أن هذا سحر، وكتبت السحر من اليوتيوب لرجوع الفتاة التي أحببتها، وأصبحت أشرب الخمر، ولم أعد أصلي كل الفروض، وأنا نادم على ما فعلت، ولكن حياتي مدمرة، فأنا أعيش جسدًا دون روح، وأيقنت أن ذنوبي هي السبب في تأخر زواجي، فأرجو منكم نصيحتي ماذا أفعل كي أسير في طريق الحق؟ وهل شارب الخمر لا تقبل صلاته إلا بعد أربعين يومًا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأنت أيها الأخ -هداك الله- مقيم على معاصٍ عظيمة، وهذا يفضي بك -إذا لم تتب- إلى شر عظيم، ويعرضك لسوء الخاتمة -عياذًا بالله-.

وتوبتك وطاعتك لربك تعالى، من أعظم أسباب تيسير أمورك، وتسهيل ما تريد من الزواج، وغيره.

فبادر -هداك الله- بالتوبة النصوح من جميع هذه الذنوب، وخاصة ترك الصلاة؛ فإنه من أكبر الكبائر، وأعظم الموبقات، بل هو شر من الزنى، والسرقة، وشرب الخمر، وقتل النفس، باتفاق العلماء، وانظر الفتوى رقم: 130853.

وكذا شرب الخمر؛ فإنه من كبائر الذنوب، ملعون فاعله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم.

واعلم أنك إذا تبت توبة نصوحًا، قبل الله توبتك، وأقال عثرتك، وعدت كمن لم يذنب، كما في الحديث: التائب من الذنب، كمن لا ذنب له. أخرجه ابن ماجه.

فإذا تبت من شرب الخمر، فصلاتك مقبولة، وطاعتك تؤجر عليها، ولا يشملك وعيد عدم قبول صلاة شارب الخمر أربعين يومًا، وراجع الفتوى رقم: 183139.

فتب إلى الله من جميع ذنوبك، واترك مشاهدة ما لا يحل، وكف عن فعل العادة السرية القبيحة، وكل ما أنت مقيم عليه من الذنوب، فدعه.

وابدأ في حياتك صفحة جديدة، ملؤها طاعة الله تعالى، والإقبال عليه، والإنابة إليه، وأكثر من الطاعات؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات.

واصحب أهل الخير، ومن تعينك صحبتهم على طاعة الله تعالى، واترك مصاحبة الأشرار، ومن تحملك صحبتهم على المعصية.

والزم الذكر، والدعاء، وأخلص لربك تعالى، وأحسن ظنك به، وسله من فضله العظيم؛ فإن الأمور كلها بيديه سبحانه، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني