الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استحلال جميع الأشخاص المحيطين بسبب الخوف من أن يكون لهم حق

السؤال

في لحظات محاسبة لنفسي فيما يخص حقوق الناس المادية، والمعنوية، كنت أريد ألّا أجعل لأحد عندي حقًّا -لا ماديًّا ولا معنويًّا-؛ فأخذت أتذكر التعاملات المادية التي خضتها، والأماكن التي ترددت عليها، واستطعت أن أتذكر مما عليّ أمورًا، وسددتها، ودائمًا أدعو الله إن كنت قد نسيت أحدًا، أن يذكّرني به، وبعدها انتقلت للحقوق المعنوية، وعندها وجدت الأمر شاقًّا، فأنا لا أستطيع أن أتذكر كل من تعاملت معهم، والمواقف التي حدثت، وإن تذكرت بعضهم، فلا بدّ أن أنسى منهم كثيرًا؛ ففكرت في أمور من يحيطون بي فقط -مثل أهلي، ومن معي في جامعتي-، لكن الأمر يصعب عليّ أيضًا، فهل يلزمني تذكر كل واحد مرّ عليّ من هؤلاء؟ وهل حدث خلاف من قبل أم لا؛ لأنظر هل أدعو له، أو أستسمحه؟وسؤالي هو: كيف أحيط بالحقوق المعنوية للأشخاص الذين تعاملت معهم، وربما حدثت أشياء بيننا سابقة نسيتها، وربما كان الأشخاص أنفسهم نسوها؟ وهل أستسمح كل أحد سواء تذكرت أنه حصل معه شيء أو لا؟ وجزيتم خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يلزمك استحلال كل أحد بسبب خوفك أن يكون له حق عليك، وتكفيك التوبة إلى الله توبة عامة، قال ابن تيمية -رحمه الله-: فمن تاب توبة عامة، كانت هذه التوبة مقتضية لغفران الذنوب كلها، وإن لم يستحضر أعيان الذنوب. انتهى.

ونخشى أن يكون هذا المسلك ضربًا من التعمق، والمبالغة الناشئة عن الوسوسة، فنصيحتنا لك أن تحذري من مجاراة الوساوس؛ فإنّ عواقبها وخيمة، والإعراض عنها خير دواء لها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني