الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى أثر: إِنْ لَمْ يَكُنْ لَنَا خَيْرٌ فِيمَا نَكْرَهُ....

السؤال

قرأت في كتاب الإشراف في منازل الأشراف، لابن أبي الدنيا (ص: 142)‏ ما يأتي: عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: إِنْ لَمْ يَكُنْ لَنَا خَيْرٌ فِيمَا نَكْرَهُ، لَمْ يَكُنْ لَنَا خَيْرٌ فِيمَا نُحِبُّ‏.
فما المراد بهذا الخبر؟
ولكم جزيل التقدير والشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمراد إبراهيم التيمي من عبارته تلك، أن قضاء الله تعالى حسن على كل حال، وأن ما يقدره مما نكره، يشتمل على الخير لنا. كما أن ما يقدره مما نحب كذلك، وأن العبد قد يكره الأمر من البلاء وفيه مصلحته والخير له؛ كما قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ {البقرة:216}.

فلو لم يستشعر العبد نعمة الله عليه فيما يكره، وأنه قدر ذلك لحكم عظيمة، وأنه سبحانه أرحم بعبده من الأم بولدها، وأنه إذا ابتلاه فلمصلحته ابتلاه، ولما في ضمن ذلك من الأسرار والمصالح. فلو لم يستشعر العبد جميع هذا، فهو محروم؛ فإن نعمة الله على العبد فيما يكرهه، قد تكون أعظم من نعمته عليه فيما يحب، فما دام يستشعر الخير فيما يحب، فليستشعره فيما يكرهه كذلك. هذا الذي يتبين لنا من معنى كلامه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني