الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آفات طول التغرب عن الأهل والأولاد

السؤال

عمري 34 سنة، سافرت إلى إحدى الدول العربية للعمل منذ أربع سنوات، واضطرتني ظروف العمل إلى ترك أسرتي (زوجة 30 سنة، وولدان 6 سنوات، و4 سنوات)، وأتردد عليهم في زيارات مدتها شهر في السنة. أريد العودة والاستقرار مرة أخرى مع أسرتي بعد أن تحسنت ظروفي نوعا ما، ولكن أخشي من العودة أن يضيق بي الحال بسبب الظروف الاقتصادية في بلدي، مما يؤثر على معيشتنا.
أرجو النصيحة. ماذا أفعل؟ فقد تسببت الغربة والبعد عن الأولاد والزوجة في أضرار نفسية وقعت علينا جميعا. هل أعود إلى أسرتي، وأتحمل تبعات هذا القرار؟ أم أستمر في الغربة وما لها من آثار لا يعلمها إلا من عاشها.
أرجو الإفادة. فقد وقعت في حيرة من أمري، ويجب علي اتخاذ قرار الآن؛ حتى أتخلص من عذاب هذه الحيرة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تكون حاجة الإنسان، وضيق ذات يده، وحاجته إلى أشياء ضرورية في حياته تضطره إلى الاغتراب عن بلده، وتحمل مرارة هذه الغربة ترجيحا لبعض المصالح، فالأمر نسبي يختلف من شخص لآخر.

ولكن إن تيسر لك تحصيل حاجيات الحياة، فننصحك بالعودة لبلدك، والإقامة مع أهلك. ففي ذلك مصالح عظيمة، فتعف نفسك، وتعف زوجتك، وترعى أولادك، وتحسن تربيتهم. وقد جاء عن بعض أهل العلم الحث على عدم التغرب لمن لم تكن به حاجة لذلك.

قال ابن عبد البر في التمهيد: وفي هذا الحديث دليل على أن طول التغرب عن الأهل لغير حاجة وكيدة من دين أو دنيا لا يصلح ولا يجوز, وأن من انقضت حاجته لزمه الاستعجال إلى أهله. اهـ. قاله تعليقا على حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم نومه وطعامه، فإذا قضى نهمته من وجهه، فليعجل إلى أهله.

وقال الشيخ عطية صقر في فتاوى دار الإفتاء المصرية: فإني أيضًا أنصح الزوج بألا يتمادى في البعد، فإن الذي ينفقه حين يعود إليها في فترات قريبة سيوفر لها ولأولاده سعادة نفسية, وعصمة خلقية لا توفرها المادة التي سافر من أجلها. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني