الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تمني المرأة الموت لها ولطفلها المعاق

السؤال

زوجتي حامل في الشهر الثامن، ومنذ الشهر السادس اكتشفنا أننا سنرزق بصبي فيه إعاقة في يده اليسرى -دون كف وأصابع- ورضينا بقضاء الله، وكلما اقترب موعد الولادة تكتئب زوجتي وتحزن، وكلما تنظر إلى طفل سليم تبكي، وتقول: إنها تتمني أن تموت هي والطفل أثناء الولادة؛ لكيلا يتعذب في هذه الدنيا، فهل عليها إثم من هذا التفكير، أم هي مجرد أفكار عابرة؟ لأن زوجتي حامدة شاكرة طوال الوقت لنعم الله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فقول زوجتك: "إنها تتمنى الموت هي والطفل"، هذا ليس حديث نفس، ولا خاطرة عابرة، بل أمنيةٌ أخبرت عنها بلسانها، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تمني الموت، فقال: لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ يَنْزِلُ بِهِ, فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّيًا، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي, وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وفي لفظ للنسائي: لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمُ الْمَوْتَ، إِمَّا مُحْسِنًا، فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْرًا، وَإِمَّا مُسِيئًا، فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ.

فلا ينبغي لزوجتك أن تتمنى الموت لها ولطفلها.

ولتهون على نفسها، وتنظر فيمن حرم نعمة الولد، كيف يتمنى أن يرزق أولادًا، ولو دون كف وأصابع، فعليكم أن تشكروا الله تعالى على نعمه، ولتصبروا على قضاء الله وقدره، ولعله أن يولد الطفل سليمًا.

ثم إن ولد معاقًا دون كف ولا أصابع، فلعله أن ينفعكم في الدنيا والآخرة نفعًا عظيمًا، فكم من ولد سليم البدن عاق لوالديه، وكم من ولد معاق البدن بار بوالديه، كامل العقل!

فاصبروا، واسألوا الله تعالى صلاح الذرية، فهذا خير من تمني الموت.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني