الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المفاضلة بين العفو والمؤاخذة في حق المدرس الذي يسب أو يهين الطالب

السؤال

في فتوى سابقة على الشبكة تقولون فيها في حق المعلم أنه يتأكد العفو في حقه عندما يهين الطالب أو العكس؛ لأنه له شأن ليس لغيره، وربما يريد بالسب التنبيه، ولكن أنا أحسن الظن فيكم. فكيف يتأكد العفو في رجل محسوب ظلما على التعليم، يسب ويهين الطالب في عرضه وعرض أهله بأبشع السب والإهانة، ويضربه على وجهه؟ ذلك يتأكد في حقه الرد عليه، والإبلاغ عنه؛ لأنه يدمر المجتمع، لا العفو عنه.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنشكرك على كتابتك إلينا، وجزاك الله خير على إحسانك الظن بنا، ونرجو أن نكون دائما عند حسن ظن كل من يزور موقعنا ويستفيد منه.

ولا ندري على وجه التحديد الفتوى التي تشير إليها. وعلى وجه العموم فكون العفو أفضل هو الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، سواء تعلق الأمر بالمعلم أم غيره. وهل هنالك أسوأ تصرفا وأعظم فعالا ممن أساء لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومع ذلك فقد كان -صلى الله عليه وسلم- يعفو عمن أساء إليه، وراجع الفتوى: 54408، والفتوى: 27841.

وترك العفو قد يكون أحيانا أفضل، والأمر في هذا يختلف باختلاف الأحوال، فمن يحدث منه الخطأ زلة وأحيانا، ليس كالمستهتر، ومن عنده نوع من عدم المبالاة، ونحو ذلك، فمثل هذا الأخير الأفضل عدم العفو عنه، وانظر الفتوى: 112756.

ونحن في فتاوانا نراعي الحال والمقام. وقد ذكر أهل العلم أن الفتوى يمكن أن تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال والعوائد، وسبق لنا بيان ذلك ببعض الفتاوى نحيلك منها على الفتوى: 130967، 25069.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني