الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الناجح بالوساطة هل يحرم عليه قبول الوظيفة؟

السؤال

جزاكم الله خيرًا على هذا الموقع المبارك، وجعل عملكم فيه في ميزان حسناتكم.
أنا شاب حاصل على شهادة الإجازة في الشريعة، تقدمت لاجتياز منافسة للتوظيف ثلاث مرات، وسقطت حينًا في الامتحان الكتابي، ومرة في الشفوي، وفي المرة الأخيرة التي نجحت فيها، بعد أن أنهيت كل امتحاناتي، وبعد أن خرجت من الاختبار الشفوي، وهو الاختبار الأخير، اتصل بي أبي، وقال لي: إنه اتصل بصديق له، وهو مرشح انتخابي، يطلب منه أن يساعدني لأنجح! فهو لم يخبرني من قبل، ولم يستشرني، ولم أطلب منه ذلك، بل طلبت منه في مرة سابقة ألّا يبحث لي عن أية واسطة، وبعد أسابيع خرجت النتائج، وكنت من ضمن الناجحين؛ فأشكل عليّ الأمر هل نجحت بمجهودي أم بوساطة أبي؟ للعلم هذه المنافسة تقدم لها المئات من المترشحين، فهل كان عليّ رفض هذه الوظيفة من البداية؛ نظرًا لما قام به أبي؟ وهل يجب عليّ تركها الآن؟ وما حكم الراتب الذي أتقاضاه منها، إن كان نجاحي بتدخل من أبي؟ وما حكم المقتنيات التي اشتريتها بهذا الراتب؟ أخبروني ماذا يلزمني فعله، مما يرضي ربي، جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

ففي ضوء ما ذكره السائل، لا نرى حرجًا عليه في قبول هذه الوظيفة، والأصل أنه نجح -بفضل الله تعالى-، ثم بمجهوده، لا بوساطة أبيه. ولا يترك هذا الأصل إلا ببينة تقتضي تركه، ولا توجد!

ثم إن ثبت أن ذلك النجاح كان بوساطة، أو شفاعة؛ فهذا لا يعني بالضرورة حرمة قبول الوظيفة، بل إن كان الشخص كفئًا للوظيفة، ولم يترتب على هذه الوساطة ظلم لأحد، فلا حرج في قبولها، وانظر في ذلك الفتوى: 169997 وما أحيل عليه فيها.

وعلى أية حال؛ فإذا أتقن السائل عمله، وأداه على الوجه المطلوب، فلا حرج عليك في الانتفاع براتبه، وراجع في ذلك الفتويين: 275743، 144935.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني