الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قول: "رب" عند الغضب على كل شيء

السؤال

زوجي يكثر من قول: "رب" عند العصبية، على كل صغيرة وكبيرة، حتى لو وجد صحنًا في غير مكانه يقول: "لماذا يا رب هذا هنا؟" فهل هذا كفر؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن ذكر الشخص للفظة: (رب الشيء) في سياق النقص والذم، أو السب:

إن كان مقصوده هو رب العالمين سبحانه، فلا ريب في أن ذلك كفر -وهذا لا يصدر من مسلم أصلًا-.

وأما إن كان المقصود به غير ذلك، فإنه لا يكفر، وراجعي في هذا الفتويين: 54602، 360610.

وما دامت العبارة محتملة للكفر وغيره، فإنه لا يحكم بكفر المتكلم بها؛ حتى يتبين مراده منها، فإن الأصل بقاء المسلم على الإسلام، فمن ثبت إسلامه بيقين، فلا يخرج منه إلا بيقين، جاء في شرح الشفا لعلي القاري: قال علماؤنا: إذا وجد تسعة وتسعون وجهًا تشير إلى تكفير مسلم، ووجه واحد إلى إبقائه على إسلامه، فينبغي للمفتي، والقاضي أن يعملا بذلك الوجه، وهو مستفاد من قوله عليه السلام: ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجًا، فخلوا سبيله، فإن الإمام لأن يخطئ في العفو، خير له من أن يخطئ في العقوبة. رواه الترمذي، والحاكم. اهـ.

وينبغي تحذير زوجك، ونصحه باجتناب مثل هذه العبارات القبيحة الموهمة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني