الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترويج إعلان يوهم المشتري أنّ السلعة ستنفد ليبادر بالشراء

السؤال

أعمل في موقع لبيع الأقمصة، فأقوم بتقديم تصميمي على الموقع؛ فيجعل له الموقع مكانًا فيه، ويقوم بوضع عد تنازلي عليه -مثلًا سبعة أيام-، على أنّ هذا القميص متوفر سبعة أيام فقط؛ لجعل المشتري متلهفًا للشراء قبل انتهاء الفترة، وهذا غير حقيقيّ؛ لأنه كلما انتهى العد التنازلي، يعاد من جديد إلى سبعة أيام، وأنا مجبر على الترويج لرابط المنتج، مع العلم أنه يمكنني إعلام الزبون أن العد التنازلي غير حقيقي، وأن المنتج متوفر دائمًا، فما حكم هذا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد نهى الشرع عن الكذب في البيع والشراء، وحث على الصدق فيهما، ففي الصحيحين عن حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: البَيِّعَانِ بِالخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا؛ بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا؛ مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا. وفي الحديث الذي رواه أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم: ... وَلَا تَحِلُّ الْخِلَابَةُ لِمُسْلِمٍ.

قال ابن تيمية -رحمه الله-: وَهَذَا نَصٌّ فِي تَحْرِيمِ جَمِيعِ أَنْوَاعِ الْخِلَابَةِ فِي الْبَيْعِ، وَغَيْرِهِ - وَالْخِلَابَةُ الْخَدِيعَةُ. وقال: وَيَحْرُمُ تَغْرِيرُ مُشْتَرٍ. اهـ.

وعليه؛ فإنّ هذا الإعلان الذي يوهم المشتري أنّ السلعة ستنفد حتى يبادر بالشراء، لا ينبغي، وهو كذب، لكنه لا يبطل البيع إذا استوفى شروطه وأركانه.

فإن استطعت أن تروّج لسلعتك في موقع لا يكذب على المشترين، فافعل.

وإذا كنت محتاجًا إلى الإعلان في الموقع المذكور، وأمكنك إعلام المشترين بالحقيقة، فنرجو ألا يكون عليك حرج في هذه الحال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني