الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أخاف كثيرًا على أولادي من المكروه، وقلبي يعتصر حينما أتخيله، فكيف لي حفظهم من سوء الخلق، أو الخطف، أو التيه، أو المرض؟ وهل توجد رقية أو دعاء؟ وهل في السنة والفهم الصحيح للقرآن ما يريح قلبي وقلقي؟ كما أنني عصبية -للأسف-، وأعاهد نفسي على التغير، وأحاول قراءة وتعلم ما يفيدني من هذا الجانب، ولا زلت، فهل من نصيحة أو علاج؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالذي يريحك، ويزيل عنك القلق هو أن تتوكلي على الله تعالى، وتعلمي أن كل شيء بقدر، وأن العبد لا يصيبه إلا ما كتب الله له.

وأحسني الظن بربك، وثقي بواسع فضله، وأنه لن يكتب لك إلا الخير.

وخذي بالأسباب المشروعة في حمايتهم، وتأديبهم.

وليس ثم دعاء مخصوص نعلمه لما ذكر، بيد أن الدعاء من أنفع ما يستعين به العبد على قضاء حاجاته، فأكثري من الدعاء لهم بالصلاح، لازمة دعاء المتقين: رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ {الفرقان:74}.

وصلاح العبد في نفسه مما يحفظ له أولاده من بعده، كما قال تعالى: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا {النساء:9}، وكما دلت عليه قصة الخضر مع موسى حيث حفظ الله الكنز للغلامين ببركة صلاح أبيهما، فاجتهدي في إصلاح ما بينك وبين الله تعالى، يحفظ الله ذريتك، ويحفظك فيهم، كما في الترمذي من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: احفظ الله يحفظك.

وهذا الحفظ عام يشمل حفظ العبد في نفسه، وحفظه في دينه، وحفظه في ولده، كما بينه الحافظ ابن رجب في شرح الأربعين.

وأما شدة الغضب: فقد بينا علاجها في عدة فتاوى، تراجع منها الفتوى: 373666، والفتوى: 35367.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني